responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المقصد الأسنى المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 141
الْقُدْرَة والموجودات كلهَا مملكة وَاحِدَة وَهُوَ مَالِكهَا وقادرها وَإِنَّمَا كَانَت الموجودات كلهَا مملكة وَاحِدَة لِأَنَّهَا مرتبطة بَعْضهَا بِبَعْض فَإِنَّهَا وَإِن كَانَت كَثِيرَة من وَجه فلهَا وحدة من وَجه ومثاله بدن الْإِنْسَان فَإِنَّهُ مملكة لحقيقة الْإِنْسَان وَهِي أَعْضَاء كَثِيرَة مُخْتَلفَة وَلكنهَا كالمتعاونة على تَحْقِيق غَرَض مُدبر وَاحِد فَكَانَت مملكة وَاحِدَة فَكَذَلِك الْعَالم كُله كشخص وَاحِد وأجزاء الْعَالم كأعضائه وَهِي متعاونة على مَقْصُود وَاحِد وَهُوَ إتْمَام غَايَة الْخَيْر الْمُمكن وجوده على مَا اقْتَضَاهُ الْجُود الإلهي وَلأَجل انتظامها على تَرْتِيب متسق وارتباطها برابطة وَاحِدَة كَانَت مملكة وَاحِدَة وَالله تَعَالَى مَالِكهَا فَقَط
ومملكة كل عبد بدنه خَاصَّة فَإِذا نفذت مَشِيئَته فِي صِفَات قلبه وجوارحه فَهُوَ مَالك مملكة نَفسه بِقدر مَا أعطي من الْقُدْرَة عَلَيْهَا
ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام

هُوَ الَّذِي لَا جلال وَلَا كَمَال إِلَّا وَهُوَ لَهُ وَلَا كَرَامَة وَلَا مكرمَة إِلَّا وَهِي صادرة مِنْهُ فالجلال لَهُ فِي ذَاته والكرامة فائضة مِنْهُ على خلقه وفنون إكرامه خلقه لَا تكَاد تَنْحَصِر وتتناهى وَعَلِيهِ دلّ قَوْله تَعَالَى وَلَقَد كرمنا بني آدم 17 سُورَة الْإِسْرَاء الْآيَة 70
الْوَالِي

هُوَ الَّذِي دبر أُمُور الْخلق ووليها أَي تولاها وَكَانَ مَلِيًّا بولايتها وَكَأن الْولَايَة تشعر بِالتَّدْبِيرِ وَالْقُدْرَة وَالْفِعْل وَمَا لم يجْتَمع جَمِيع ذَلِك فِيهِ لم ينْطَلق اسْم الْوَالِي عَلَيْهِ وَلَا وَالِي للأمور إِلَّا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَإِنَّهُ المتفرد بتدبيرها أَولا والمنفذ للتدبير بالتحقيق ثَانِيًا والقائم عَلَيْهَا بالإدامة والإبقاء ثَالِثا

اسم الکتاب : المقصد الأسنى المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست