responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المقصد الأسنى المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 127
الْقَصَص الْآيَة 88 وَهُوَ كَذَلِك أزلا وأبدا لَيْسَ ذَلِك فِي حَال دون حَال لِأَن كل شَيْء سواهُ أزلا وأبدا من حَيْثُ ذَاته لَا يسْتَحق الْوُجُود وَمن جِهَته يسْتَحق فَهُوَ بَاطِل بِذَاتِهِ حق بِغَيْرِهِ وَعند هَذَا تعرف أَن الْحق الْمُطلق هُوَ الْمَوْجُود الْحَقِيقِيّ بِذَاتِهِ الَّذِي مِنْهُ يَأْخُذ كل حق حَقِيقَته
وَقد يُقَال أَيْضا للمعقول الَّذِي صَادف بِهِ الْعقل الْمَوْجُود حَتَّى طابقه إِنَّه حق فَهُوَ من حَيْثُ ذَاته يُسمى مَوْجُودا وَمن حَيْثُ إِضَافَته إِلَى الْعقل الَّذِي أدْركهُ على مَا هُوَ عَلَيْهِ يُسمى حَقًا فَإِذا أَحَق الموجودات بِأَن يكون حَقًا هُوَ الله تَعَالَى وأحق المعارف بِأَن تكون حَقًا هيمعرفة الله عز وَجل فَإِنَّهُ حق فِي نَفسه أَي مُطَابق للمعلوم أزلا وأبدا ومطابقته لذاته لَا لغيره لَا كَالْعلمِ بِوُجُود غَيره فَإِنَّهُ لَا يكون إِلَّا مَا دَامَ ذَلِك الْغَيْر مَوْجُودا فَإِذا عدم عَاد ذَلِك الِاعْتِقَاد بَاطِلا وَذَلِكَ الِاعْتِقَاد أَيْضا لَا يكون حَقًا لذات المعتقد لِأَنَّهُ لَيْسَ مَوْجُودا لذاته بل هُوَ مَوْجُود لغيره
وَقد يُطلق ذَلِك على الْأَقْوَال فَيُقَال قَول حق وَقَول بَاطِل وعَلى ذَلِك فأحق الْأَقْوَال قَوْلك لَا إِلَه إِلَّا الله لِأَنَّهُ صَادِق أبدا وأزلا لذاته لَا لغيره
فَإِذا يُطلق الْحق على الْوُجُود فِي الْأَعْيَان وعَلى الْوُجُود فِي الأذهان وَهُوَ الْمعرفَة وعَلى الْوُجُود الَّذِي فِي اللِّسَان وَهُوَ النُّطْق فأحق الْأَشْيَاء بِأَن يكون حَقًا هُوَ الَّذِي يكون وجوده ثَابتا لذاته أزلا وأبدا ومعرفته حَقًا أزلا وأبدا وَالشَّهَادَة لَهُ حَقًا أزلا وأبدا وكل ذَلِك لذات الْمَوْجُود الْحَقِيقِيّ لَا لغيره تَنْبِيه
حَظّ العَبْد من هَذَا الِاسْم أَن يرى نَفسه بَاطِلا وَلَا يرى غير الله عز

اسم الکتاب : المقصد الأسنى المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست