responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المفيد في مهمات التوحيد المؤلف : عبد القادر عطا صوفي    الجزء : 1  صفحة : 88
[1]- إن موسى عليه السلام لم يكن مبعوثا إلى الخضر، ولا كان على الخضر اتباعه؛ بل كان مبعوثا إلى قومه خاصة؛ إلى بني إسرائيل، والخضر عليه السلام ليس من بني إسرائيل. وموسى عليه السلام قصد الخضر للعلم منه، والأخذ عنه، وحين لقيه قال له: "أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا" [1]. فلا يقاس عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله لجميع الثقلين؛ الجن والإنس، كما قال صلى الله عليه وسلم: "وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة" [2].
ولا يعتبر صنيع الخضر عليه السلام خروجا على شريعة موسى عليه السلام، أما من خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يطعه في كل ما أمر، أو ينته عما نهى عنه وزجر، فهو من أمته، ولا يجوز له مخالفته، فإن فعل، فهو خارج عن شريعته عليه الصلاة والسلام لا محالة.
2- إن قصة الخضر عليه السلام ليس فيها مخالفة للشريعة؛ بل ما فعله عليه السلام يباح في الشريعة إذا علم العبد أسبابها كما علمها الخضر عليه السلام. ولهذا لما بين الخضر لموسى أسبابها، وافقه موسى عليه السلام على ذلك، ولو كان ما فعله الخضر مخالفا لشريعة موسى، لما وافقه بحال[3].
أما هذا الذي يريد الخروج على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فهو مخالف لشريعة موسى، لما وافقه بحال[3].
أما هذا الذي يريد الخروج على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فهو مخالف لشريعته. ويتضح ذلك في الوجه الثالث.
3- إن ما فعله الخضر عليه السلام كان عن وحي من الله عزوجل، وليس مجرد خيال أو إلهام. وهذا لا يمكن أن يكون لحد بعد رسولنا صلى الله عليه وسلم؛ خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي بموته انقطع الوحي.
ومن ادعى حصوله كفر[4].
إذا: لا يجوز الخروج على شريعة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم بحال، ومن فعل ذلك، فهو كافر مرتد، وهو من اعظم الناس كفرا[5].

[1] صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام.
[2] صحيح البخاري، كتاب التميم، باب1، حديث رقم336.
[3] انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 11/ 263. وشرح نواقض التوحيد لحسن عواجي ص100-101. وتيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام لسعد القحطاني ص100.
[4] انظر الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة لعبد الرحمن عبد الخالق ص132.
[5] انظر إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن قيم الجوزية 1/ 123.
اسم الکتاب : المفيد في مهمات التوحيد المؤلف : عبد القادر عطا صوفي    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست