اسم الکتاب : المفيد في مهمات التوحيد المؤلف : عبد القادر عطا صوفي الجزء : 1 صفحة : 33
من مظاهر وسطية العقيدة الإسلامية:
لا يستطيع الإنسان أن يتحدث في صفحات محدودة، بل ولا مجلدات عن مظاهر وسطية العقيدة الإسلامية؛ لأن ذلك أكثر من أن يحصر؛ فالأمة الإسلامية هي خير أمة أخرجت للناس، ورسولها -صلى الله عليه وسلم- أفضل رسول، وكتابها القرآن الكريم أفضل الكتب، وآخرها، والمهيمن عليها. فهي خيار في خيار.
ولي وقفتان، أتحدث من خلالهما عن مظاهر وسطية عقيدة هذه الأمة الوسط.
الوقفة الأولى: وسطية أمة الإسلام بين الأمم الأخرى:
بدت وسطية أمة الإسلام بين الأمم الأخرى في الأمور التالية:
1- في توحيد الله عز وجل، وصفاته: فهي وسط بين اليهود والنصارى؛ بين اليهود الذين وصفوا الرب سبحانه وتعالى بصفات النقص التي يختص بها المخلوق، وشبهوه به؛ فقالوا: إنه بخيل، وفقير، وأنه يتعب فيستريح، وأنه يتمثل في صورة البشر، وغير ذلك[1].
وبين النصارى الذين وصفوا المخلوق بصفات الخالق عز وجل؛ فشبهوه به، وقالوا: إن الله هو المسيح ابن مريم، وإن المسيح ابن الله، وإنه يخلق، ويرزق، ويغفر، ويرحم، ويثيب، ويعاقب، إلخ[2].
وبينهما ظهرت وسطية المسلمين الذين وحدوا الله عز وجل، فوصفوه بصفات الكمال، ونزهوه عن جميع صفات النقص، وعن مماثلته لشيء من المخلوقات في شيء من الصفات، وقالوا: إن الله ليس كمثله شيء في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله[3]. [1] انظر تفصيل ذلك في كتاب: وسطية أهل السنة للدكتور محمد باكريم ص238، 244-249. [2] انظر المرجع نفسه ص238، 249-257. [3] انظر منهاج السنة النبوية لابن تيمية 5/ 168-169.
اسم الکتاب : المفيد في مهمات التوحيد المؤلف : عبد القادر عطا صوفي الجزء : 1 صفحة : 33