اسم الکتاب : المفيد في مهمات التوحيد المؤلف : عبد القادر عطا صوفي الجزء : 1 صفحة : 127
المطلب الثاني: الشرك الأصغر
أولا: تعريف الشرك الأصغر
يعرف الشرك الأصغر بأنه: مساواة غير الله بالله في هيئة الفعل وأقوال اللسان. أو: كل ما أطلل عليه الشرع وصف الشرك، لكنه لا يخرج من الملة[1].
يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: وأما الشرك الأصغر؛ فهو جميع الأقوال والأفعال التي يتوسل بها إلى الشرك؛ كالغلو في المخلوق الذي لا يبلغ رتبة العبادة؛ كالحلف بغير الله، وكيسير الرياء، ونحو ذلك[2].
ثانيا: حكم الشرك الأصغر، مع دليله
1- الشرك الأصغر من أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر، ومعصية من أكبر المعاصي، لما فيه من تسوية غير الله بالله عز وجل.
2- الشرك الأصغر لا ينقض التوحيد، بل يتنافى مع كماله.
3- الشرك الأصغر لا يحبط جميع العمل، بل يحبط العمل المصاحب.
4- الشرك الأصغر إن مات صاحبه عليه؛ فإنه يموت مسلما، ولكن شركه لا يغفر له -على الراجح من قولي العلماء، بل يعاقب عليه، وإن دخل بعد ذلك الجنة[3].
5- صاحب الشرك الأصغر في الآخرة إن دخل النار لا يخلد فيها. والدليل على الشرك الأصغر: قول الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] . وقوله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه" [4].
ثالثا: من أنواع الشرك الأصغر
ينقسم الشرك الأصغر إلى أنواع، سأذكر منها بإذن الله: [1] انظر: المجموع الثمين من فتاوى الشيخ ابن عثيمين 2/ 27. والإخلاص والشرك الأصغر لعبد العزيز العبد اللطيف ص30. [2] انظر القول السديد شرح كتاب التوحيد لابن سعدي ص24. [3] انظر: الرد على البكري لابن تيمية ص146. وتيسير العزيز الحميد لسليمان بن عبد الله ص98.
والشيخ عبد الرحمن السعدي وجهوده في توضيح العقيدة لعبد الرزاق العباد ص188-189. [4] صحيح مسلم، كتاب الزهد، باب من أشرك في عمله غير الله.
اسم الکتاب : المفيد في مهمات التوحيد المؤلف : عبد القادر عطا صوفي الجزء : 1 صفحة : 127