قد حرمه كثير من المحققين وأجازه بعض العلماء لكن الصواب تحريمه لأمور"منها"إنه ليس من علوم الشريعة المحمدية بل هو من علوم اليونان وأول من أحدثه المأمون بن الرشد وأما في خلافة من قبله من أسلافه من بني العباس وقبلهم خلفاء بن
أمية فلا يعرف في عصرهم "الأمر الثاني" إن أئمة التابعين من الفقهاء
والمفسرين والمحدثين لا يعرفون هذا العلم وهم نقلة العلم والإسلام في وقتهم أظهر العلوم النافعة عندهم أكثر وقد توافرت دواعيهم على نقل العلم وكذلك من
أخذ عنهم من الأئمة الأربعة ومن في طبقتهم من المحدثين ومن الفقهاء والمفسرين
فلا تجد في كتبهم ولا من أخذ عنهم شيئا من هذا العلم "الأمر الثالث" إن هذا
العلم إنما أحدثه الجهمية لما ألحدوا في أسماء الله وصفاته استمالوا المأمون على
تعرف كتب اليونان فعظمت فتنة الجهمية وظهرت بدعتهم من أجل ذلك فصار
ضرره أكثر من نفعه "وذكر العلماء" إنما فيه من صحيح فهو موجود في كتب
أصول الفقه فيتعين تركه وعدم الالتفات إليه والمعول إنما هو على الكتاب
والسنة وما عليه السلف والأئمة وهذه كتبهم موجودة بحمد الله ليس فيها من
شبهات أهل المنطق شئ أصلا "فهذا" الذي ندين الله به "البحث الثاني" السؤال عن التوحيد وأنواعه وحقيقة كل نوع منه فإن كان عند القيام من ذلك تحقيق وإلا فيجب إرشاده إلى ذلك وتعليمه لأن العلم أقسام ثلاثة لا رابع لها فيجب عليك أيها الرجل القادم أن من تسعى لنفسك بمعرفة الحق فهو أخونا "والحمد لله على هداية من اهتدى" والذي يرى غير ذلك فلا تحن بإخوان له والسلام وصلى الله على محمد وأله وسلم[1]. [1] الدرر 1/165.
الرسالة الواحده والخمسون
...
بسم الله الرحمن الرحيم
"51"
من عبد الرحمن بن حسن وعلي بن حسن وإبراهيم بن سيف إلى من