الرسالة الخامسة والأربعون
...
بسم الله الرحمن الرحيم
"45"
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا..
من عبد الرحمن بن حسن إلى الأخ محمد بن عمر آل سليم سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فقد طلبت مني الإجازة أن تروي عني ما رويته عن مشائخى من أهل نجد ومصر وقد أجزتك بما رويته عنهم بالا جازة كالكتب الستة والفقه في مذهب الإمام أحمد وغير ذلك ككتب التفسير ونحو ذلك وعليك في ذلك تقوى الله والتدبر والاجتهاد في معرفة المعنى وصورة المسألة والمطالعة على كل ما يرد عليك واجتهد في العدل فيما وليت عليه من أمور المسلمين في حق القريب والبعيد وفي حق من تحب وتكره فما ظهر لك معناه فقله وما لم يظهر فكله إلى عالمه واستعن بالله وتوكل عليه.
واجتهد في نشر التوحيد بادلته للخاصة والعامة فإن أكثر الناس قد رغبوا عن هذا العلم الذي هو شرط لصحة كل عمل يعلمه الإنسان من صلاة وصيام وحج فلا يصح شيء من ذلك إلا بمعرفة معنى الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله وإن محمدا عبده ورسوله: على يقين وإخلاص وصدق ومحبة وقبول وانقياد وإن يحب في هذا التوحيد ويوالي فيه ويعادي وكل هذه القيود دل عليها الكتاب والسنة فاطلب أدلتها من مظانها تجدها وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم 9 بـ سنة 1283هـ[1].
النافع ضارا وبالعكس نسأل الله العافية وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وتأمل قوله تعالى: {أفرأيت من إتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا– بل هم أضل سبيلا} وقوله: {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا-إن الله عليم بما يصنعون} . [1] الدرر 11/49.