ويعادي أعداه أهل معصيته وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم[1]. [1] مجموعة الرسائل والوسائل 2/2. الرسالة السابعة والعشرون
...
بسم الله الرحمن الرحيم
"27"
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أن محمدا عبده ورسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه.
من عبد الرحمن بن حسن إلي الأخ عبد اللطيف ابن حامد وفقه الله تعالى لتوحيده وجعله من صالحي عبيده
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته "وبعد" فقد وصل إلينا خطك ومعه نسخة الأسئلة وسرنا ما كنت عليه مستقيما من دين الإسلام الذي إشتدت غربته بين جميع الأنام فأنا أذكر جواب ما سألت عنه على طريق الاختصار والإيجاز "السؤال الأول" عما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال: "من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل"
فاعلم أن "لا إله إلا الله" هي كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام وهي العروة الوثقى وكلمة التقوى وهي الكلمة التي جعلها إبراهيم الخليل عليه السلام باقية في عقبه لعلهم يرجعون ومعناها نفي الشرك في الالهية عما سوى الله وإفراد الله تعالى بالإلهية. والإلهية هي تأله القلب بأنواع العبادة كالمحبة والخضوع والذل بالدعاء والاستعانة والرجاء والخوف والرغبة والرهبة وغير ذلك من أنواع العبادة التي ذكر الله في كتابه العزيز أمرا وترغيبا للعباد أن يعبدوا بها ربهم وحده وهي إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة وكل نوع من أنواع العبادة لا يستحق أن يقصد به إلا الله وحده