طعن في ذلك وأبعض الإسلام والمسلمين ومنهم من ظاهر ووالى على طمس أعلام الموحدين وأرادوا إحياء أضدادها من أعمال الجاهلية وأفعال المشركين ومنهم من استهزأ بالله وآياته ورسوله والمؤمنين ومنهم من رضي بذلك وعزم عليه وأعان بنفسه أو ماله أو لسانه:
وقد ورد الوعيد الشديد فيمن أعان ولو بشطر كلمة في قتل مسلم[1] فكيف الإعانة على حرب الإسلام والمسلمين ومنهم من تخلق واتصف[2] بأخلاق المنافقين وأبرز ما كان يكنه من الداء الدفين ومنهم من أشاع الكذب والأراجيف بقوة العدو وضعف أهل الإيمان فارحا بذلك شامتا بالمسلمين ومنهم من ظن بالله السوء بأنه أدال العدو واضمحل ما كان من النصر والتمكين ومنهم من نقض بيعته ونكث صفقته واستبدل الرخيص بالثمين:
وهذه الأمور كلها جرت بغير إكراه ولا تعيين وكل واحدة منها تخدش في وجه إيمان فاعلها وتفت في عضد إسلام عاملها وهي من المعاند ردة عن الإسلام وإما نفاق في الدين وذكر الأدلة من القرآن
ثم[3] قال: فالإنسان أعرف بنجاسته وطهارته وأخبر بمعصيته وطاعته وكفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وبربك عليك رقيبا ولعلك أن تقول: هولت الأمر فأقول بل الأمر أكبر مما حسبت وأكثر مما سمعت {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: 15] وذكر الأدلة على ذلك:
ثم قال: وفي السنن أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حكم بكفر أهل مسجد الكوفة[4] قال واحد: إنما مسيلمة على حق فيما قال وسكت [1] أخرجه ابن ماجة في السنن رقم 2649, قال البوصيري في مصباح الزجاج 2/334: هذا إسناد ضعيف وابن أبي عاصم في كتاب الديات 23 والبيهقي في السنن الكبرى 8/22 والديلمي في مسند الفردوس رقم 5822 من حديث أبي هريرة وأخرجه أبو نعيم في الحلية 5/24 وأخبار أصبهان 1/264,152 وابن عساكر في التاريخ كما في الكنز 15/31 من حديث ابن عمر وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/298: فيه عبد الله بن خراش ضعفه البخاري وجماعة ووثقه ابن معين وقال: ربما أخطأ وبقية رجاله وثقات من حديث ابن عباس.
2 "ط": من اتصف أو تخلق.
3 "ط": ثم. ساقطة.
4 "ط": في الكوفة.