responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها المؤلف : عواجي، غالب بن علي    الجزء : 2  صفحة : 953
واستمع أخي القارئ كذلك إلى مزيد من أكاذيب القوميين فيما يزعمه د. علي حسن الخربوطلي[1] من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حاول أن يتحرَّر عن القومية العربية, ويعلن نفسه لجميع البشر, ولكنه لم يستطع؛ إذ غلبت عليه القومية العربية وصار يتعصَّب لها ويدافع عنها. وهذا من أشدِّ الكذب والبهتان, فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان من أشدِّ أعداء الدعوات الجاهلية ومنها القومية, والنصوص في هذا أشهر من أن تذكر.
ومن الأمور البدهية أن الإسلام ودعوى القومية لا يتفقان؛ لأنَّ مصدر الإسلام هو الله -جل وعلا, ومصدر القوميِّات هي الجاهليات وعقول البشر القاصرة, كذلك فإن إعراض القومية عن الدين وعدم تحكيمه والرجوع إليه والاستغناء عنه بشعار تلك الجاهليات أمر لا يقره الإسلام ولا يسايره بحال.
كما أنَّ تقديم الأخوة القومية على الأخوة على الدين هو كذلك أمر يرفضه الإسلام, وكذا الموالاة يجب أن تكون بين المسلمين لا أن تكون على أساس قومي {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [2]. كذلك فإن الإسلام يدعو إلى التآلف والتراحم والتساوي في الحقوق والواجبات, وأن أكرم الناس هو أتقاهم لله تعالى, بينما القومية لا تقوم على هذه المفاهيم المشرقة الجميلة, بل تقوم على بغض الآخرين والتعالي عليهم والفخر بالأحساب والأنساب, وغيرها من مخازي الجاهلية التي حاربها الإسلام.

[1] انظر الاتجاهات الفكرية المعاصرة ص130-133.
[2] سورة التوبة، الآية: 71.
اسم الکتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها المؤلف : عواجي، غالب بن علي    الجزء : 2  صفحة : 953
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست