اسم الکتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها المؤلف : عواجي، غالب بن علي الجزء : 2 صفحة : 767
متساوين أمام القانون, لا امتياز للغني على الفقير, بينما كان الأغنياء والوجهاء طبقة عالية لا يصل إليها الفقراء, وقد تحقق هذ العامل إثر صراعات وشغب مرير ضدَّ السلطة صاحبة الامتياز الأول[1].
7- كما شملت تلك الحقوق جوانب عدة مثل: حق كل فرد من أفراد الشعب في التنقُّل أين يشاء داخل الوطن السياسي, وكان هذا ممنوعًا في ظل الإقطاع, فلا يستطيع العامل أن ينتقل إلّا برخصة من سيده الإقطاعي, وإلا كان محل تهمة يجب القبض عليه حتى يأتي بالمبرر الكافي.
8- ومثل حق كل فرد في أن يعمل أين يشاء, في حين أنه لم يكن مقررًا من قبل في عصر الإقطاع الذي كان يعتبر الأرض ومن عليها ملكًا للإقطاعي, سار الآباء على ذلك ونشأ الأولاد عليه؛ إذ لا مفرَّ لهم من أن يعملوا إذا أرادوا الحفاظ علي حياتهم من الموت جوعًا, وكان يعين صاحب الأرض للفلاح القدر الذي يريده قلَّ أو كَثُر, وما علي العامل إلّا الرضى به، وما أن تحطَّم الإقطاع وأفلت المغلوبون على أمرهم إلّا وكان نصب أعينهم البحث عن العمل أينما وُجِدَ في المدينة أو في الريف, بحريته وبموافقته الشخصية في نوع العمل وفي مقدار الأجرة, إلّا أن مشكلة الحاجة والفقر بقيت دون حلٍّ جذري لها, فالدولة [1] وفي الإسلام: "الناس كلهم لآدم وآدم من تراب" , قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} ، وقال -صلى الله عليه سلم: "كلكم لآدم وأدم من تراب"، وقال خليفة المسلمين الأول -رضي الله عنه: "القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه, والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له".
اسم الکتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها المؤلف : عواجي، غالب بن علي الجزء : 2 صفحة : 767