اسم الکتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها المؤلف : عواجي، غالب بن علي الجزء : 2 صفحة : 721
{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [1]، ولقد وجدوا في علمانيتهم اختلافًا كثيرًا وتناقضًا فاحشًا في الأحكام، ولكن طبع على قلوبهم, وصار حالهم كما عبَّر عنه الشاعر:
لفحُ الهجير نعيمٌ إن رضيت به ... وناعم الظلِّ إن أنكرت رمضاء
وفيما يلي نشير إلى الحكم في الإسلام؛ لكي يقارن العاقل بين حكم الجاهلية وقوانينها, وبين عدل هذا النور؛ لأنه كما قيل: "وبضدها تتميز الأشياء", وليرى القارئ الكريم أكذوبة من زعم أن الإسلام يفرق بين الدين والسياسة في الحكم، سواء كان هؤلاء يتظاهرون بالإسلام أم لا. [1] سورة النساء، الآية: 82.
المسألة الثانية: هل يوجد فرق في الإسلام بين الدين والسياسة؟
لا يمكن لأيِّ شخص عرف الإسلام -مهما قلَّت معرفته به- أن يقول: إن الإسلام يفرق بين الدين والحكم، بحيث يكون الدين لله والحكم للشعب أو القانون أو مجلس التشريع أو الحزب أو غير ذلك من الإطلاقات العلمانية الباطلة؛ لأن الإسلام يعتبر جميع البشر عبيدًا لخالقهم، ولا مزيَّة لأحد على آخر إلّا بالتقوى، ويحرِّمُ أن يتخذ الناس بعضهم بعضًا أربابًا من دون الله، وأنَّ من رضي بالتحاكم إلى غير الله فهو طاغوت خارج عن الفطرة, محارب لله, ظالم لنفسه، متعدٍّ لما ليس له، وسيحاسبه الله تعالى عن ذلك.
وفي الإسلام البيان التام الشامل لكل جوانب الحياة: سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ... إلخ، بيَّنَها الله تعالى في قواعد شاملة
اسم الکتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها المؤلف : عواجي، غالب بن علي الجزء : 2 صفحة : 721