اسم الکتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها المؤلف : عواجي، غالب بن علي الجزء : 2 صفحة : 1124
أصبحوا أحطّ من الأنعام, قال تعالى: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [1]؛ لأن الأنعام يعطف بعضها على بعض أقلَّ شيء في مرحلة الصغر, فالدابة ترفع حافرها عن ولدها, بينما هؤلاء يرمون بأولادهم في المحاضن الحكومية, وبعضهم يرمونهم في الأدوار العلوية لبيوتهم, أو يحبسونهم في البيوت حتى الموت كما سمعنا وقرأنا في المجلات والنشرات, وهي صور لا يطيق العاقل سماعها لبشاعتها وهولها.
والمحسنون منهم يرمون أولادهم في الحضَّانات الحكومية, ولا يفكرون فيهم بعد ذلك, وهذا هو ما كان يريده الشيطان الرجيم "كارل ماركس".
- تعقيب:
لقد داس الملاحدة كل القيم؛ إذ لا وجود لها عندهم إلّا من خلال ما تمر عليه الظروف الاقتصادية التي هي المؤسس الحقيقي بزعمهم لكل[1] القيم والأخلاق والأسرة والدين وسائر العلاقات كما عرفت سابقًا، ومن هنا ساغ لهم القول بأن الملكية الجماعية الشيوعية في زمن الشيوعية الأولى البدائية كانت صوابًا؛ لأنها كانت هي الوضع الحتمي لذلك الوقت, ثم تغيَّرت بفعل التطور إلى ملكية فردية, وكانت كذلك مرحلة مرَّت, ثم نشأ الرق والإقطاع والرأسمالية, فكانت كل منها صوابًا في وقتها يحصل التناقض الحتمي, ومع القول بحتمية وقوع كل مرحلة إلّا أنهم يقولون: إن كل مرحلة جديدة تجعل السابقة خطأ يجب تركه ومحاربته بعد تجاوزها, إلى أن تصل إلى الشيوعية الماركسية, فتستقر حينئذ الأوضاع, ويدخل الناس في السعادة الشيوعية! [1] سورة الفرقان، الآية: 44.
اسم الکتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها المؤلف : عواجي، غالب بن علي الجزء : 2 صفحة : 1124