responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها المؤلف : عواجي، غالب بن علي    الجزء : 2  صفحة : 1092
ولا هو أسود، أي: علي لون غير هذين اللونين أصفر أو أحمر، أمَّا أن يقال هذا أبيض وأسود, أو ساكن ومتحرك في وقت واحد فهو مستحيل.
لقد غلا الشيوعيون في تقديس المادة وعَتَوْا عتوًّا كبيرًا إلى حدِّ أنه تنطبق عليهم المقالة المشهورة "إذا حدَّث الشخص بما لا يعقل فصدِّق فلا عقل له" فأي عقل سليم, وأي فطرة سليمة تصدق أن المادة الصمَّاء هي الخالقة وهي الرازقة وهي المدبرة لجميع أمور هذا الكون علويه وسفليه، وظاهره وخفيه, مع اعترافهم هم أيضًا بأن تلك المادة لا حياة لها ولا فكر ولا تدبير في البدايات الأولى لها, غير ما تخيلوه أنها بعد ذلك تطورت حتى أوصلت هذا الكون على ما هو عليه الآن, ثم يقولون: هي أزلية لا بداية لها, ولكنهم يتوقَّفون حينما يقال لهم: إنها حادثة, لا يستطيعون الجواب؛ لأنهم متناقضون؛ وإذ أفحمهم العقلاء عن سر وجود هذا الكون قالوا بأن الكون وُجِدَ من العدم, ولا يبالون بسخف واستحالة هذا القول، والقول الآخر بأن المادة هي التي تسيِّر العقل وتوجد الفكر لا أن العقل هو الذي يوجد المادة ويكيفها كما يريد مكابرةً منهم وجهلًا شنيعًا؛ حيث صار المصنوع صانعًا على حسب مفهومهم, فالطائرة هي التي كوَّنت فكرة الإنسان لصناعتها, وما الذي يمنعهم من هذا وقد زعموا أن الحياة كلها ظهرت صدفة دون مدبِّر عليم, نتيجة تفاعلات المادة الناتجة عن حركتها الذاتية المستمرة, لا أن هناك ربًّا خالقًا لها, وهي مكابرات؛ لعلهم أول من استيقين بطلانها لولا العناد والاستكبار وتنفيذ خطط ماكرة[1] أملتها الأحقاد اليهودية على مر السنين.

[1] انظر: "كواشف زيوف" ص5112-515.
اسم الکتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها المؤلف : عواجي، غالب بن علي    الجزء : 2  صفحة : 1092
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست