اسم الکتاب : المباحث العقدية المتعلقة بالكبائر ومرتكبها في الدنيا المؤلف : سعود بن عبد العزيز الخلف الجزء : 1 صفحة : 89
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول لله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغي عن أبيه فهو كافر" [1].
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”سباب المسلم فسوق وقتاله كفر” [2].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت” [3].
وعن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي عن جرير أنه سمعه يقول: ” أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم”. قال منصور: قد والله روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكني أكره أن يروى عني هاهنا بالبصرة [4].
فهذه الأحاديث ونحوها عند أهل السنة لا تدل على أن مرتكب ما ذكر فيها من ذنوب يكون كافراً خارجاً من الإسلام، وذلك أن الله تبارك وتعالى قد وصف بعض مرتكبي الذنوب بالإيمان، ولم يكفرهم، كما قال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} الحجرات9. فسماهم مؤمنين مع وجود الاقتتال.
وكذلك فإن الله تعالى قد أوجب الجلد على القاذف، والقطع على السارق، وجلد رسول الله صلى الله عليه وسلم الزاني البكر وشارب الخمر وغير ذلك، فلو كان [1] أخرجه خ. الفرائض ب- من ادعى إلى غير أبيه (12/55) ، م. الإيمان (1/80) . [2] أخرجه خ. الإيمان ب -خوف المؤمن من أن يحبط عمله (1/ 135) ، م. الإيمان (1/81) [3] م. الإيمان (1/81) . [4] أخرجه م. الإيمان (1/83) د. الحدود. ب- الحكم فيمن ارتد رقم 4360. قال النووي: معنى قوله (قد والله روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكني أكره أن يروى …) فإني أكره أن أصرح برفعه في لفظ روايتي فيشيع عني في البصرة، التي هي مملوءة من المعتزلة والخوارج، الذين يقولون بتخليد أهل المعاصي في النار، والخوارج يزيدون على التخليد، فيحكمون بكفره، ولهم شبهه في التخليد بظاهر هذا الحديث. شرح النووي على مسلم (2/247) .
اسم الکتاب : المباحث العقدية المتعلقة بالكبائر ومرتكبها في الدنيا المؤلف : سعود بن عبد العزيز الخلف الجزء : 1 صفحة : 89