اسم الکتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 58
العشرون: جواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعض.
شاء الله وشئت، وقال: أجعلتني لله ندا؟! بل ما شاء الله وحده "[1].
فيقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم عنده من العلوم الشرعية ما ليس عند القائل، ولهذا لم ينكر الرسول صلى الله عليه وسلم على معاذ، بخلاف العلوم الكونية القدرية، فالرسول صلى الله عليه وسلم ليس عنده علم منها.
فلو قيل: هل يحرم صوم العيدين؟ جاز أن نقول: الله ورسوله أعلم، ولهذا كان الصحابة إذا أشكلت عليهم المسائل؛ ذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبينها لهم، ولو قيل: هل يتوقع نزول مطر في هذا الشهر؟ لم يجز أن نقول: الله ورسوله أعلم؛ لأنه من العلوم الكونية.
·العشرون: جواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعض: وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خص هذا العلم بمعاذ دون أبي بكر وعمر وعثمان وعلي. فيجوز أن نخصص بعض الناس بالعلم دون بعض، حيث إن بعض الناس لو أخبرته بشيء من العلم افتتن، قال ابن مسعود: " إنك لن تحدث قوما بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة "[2] وقال علي: [1] من حديث ابن عباس, رواه: أحمد; كما في "المسند" (1/214) , وابن ماجه (كتاب الكفارات, باب النهي أن يقال: ما شاء الله وشئت, 1/684) . وقال البوصيري في "الزوائد": "وفي إسناده الأجلح بن عبد الله, مختلف فيه, ضعفه الإمام أحمد وأبو حاتم والنسائي وأبو داود وابن سعد, ووثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان والعجلي, وباقي الإسناد ثقات". ورواه أيضا: الطبراني في "الكبير" (13005) , والبيهقي في, "السنن" (3/217) . [2] رواه: مسلم في مقدمة "صحيحه" (1/11) .
اسم الکتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 58