responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد المؤلف : ابن عثيمين    الجزء : 1  صفحة : 476
وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، ويسبي بعضهم بعضا "[1].

يصرف عنه من السوء ما هو أعظم، والدعاء إذا تمت فيه شروط القبول ولم يجب; فإننا نجزم بأنه ادخر له.
قوله: " وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة "[2] هذه واحدة.
والثانية: قوله: " أن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا "[3] وهذه الإجابة قيدت بقوله: " حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا " إذا وقع ذلك منهم; فقد يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم; فكأن إجابة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في الجملة الأولى بدون استثناء، وفي الجملة الثانية باستثناء "حتى يكون بعضهم ... ". وهذه هي الحكمة من تقديم قوله: "إذا قضيت قضاء; فإنه لا يرد "، فصارت إجابة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم مقيدة.
ومن نعمة الله أن هذه الأمة لن تهلك بسنة بعامة أبدا; فكل من يدين بدين الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لن يهلك، وإن هلك قوم في جهة بسنة; فإنه لا يهلك الآخرون. فإذا صار بعضهم يقتل بعضا ويسبي بعضهم بعضا; فإنه يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم، وهذا هو الواقع; فالأمة الإسلامية حين كانت أمة واحدة عونا في الحق ضد الباطل كانت أمة مهيبة، ولما تفرقت وصار بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا; سلط الله عليهم

[1] مسلم: الفتن وأشراط الساعة (2889) , والترمذي: الفتن (2176) , وأبو داود: الفتن والملاحم (4252) , وابن ماجه: الفتن (3952) .
[2] مسلم: الفتن وأشراط الساعة (2889) , والترمذي: الفتن (2176) , وأبو داود: الفتن والملاحم (4252) , وأحمد (5/284) .
[3] مسلم: الفتن وأشراط الساعة (2889) , والترمذي: الفتن (2176) , وأبو داود: الفتن والملاحم (4252) .
اسم الکتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد المؤلف : ابن عثيمين    الجزء : 1  صفحة : 476
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست