اسم الکتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 469
......................................................................
4- استعظام هذا الأمر عند الصحابة; لقولهم اليهود والنصارى، فإن الاستفهام للاستعظام; أي: استعظام الأمر أن نتبع سنن من كان قبلنا بعد أن جاءنا الهدى مع النبي صلى الله عليه وسلم
5- أنه كلما طال العهد بين الإنسان وبين الرسالة; فإنه يكون أبعد من الحق; لأنه أخبر عن مستقبل ولم يخبر عن الحاضر، ولأن من سنن من قبلنا أنه لما طال عليهم الأمد قست قلوبهم، قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [1].
فإذا كان طول الأمد سببا لقسوة القلب فيمن قبلنا; فسيكون فينا، ويشهد لذلك ما جاء في "البخاري" من حديث أنسرضي الله عنهأنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يأتي عليكم زمان إلا وما بعده أشر منه، حتى تلقوا ربكم "23 ومن تتبع أحوال هذه الأمة وجد الأمر كذلك، لكن يجب أن نعرف الفرق بين الجملة والأفراد; فحديث أنسرضي الله عنهحديث صحيح سندا ومتنا; فالمتن ليس فيه شذوذ، والسند في "البخاري"، والمراد به من حيث الجملة، ولذلك يوجد في أتباع التابعين من هو خير من كثير من التابعين; فلا تيأسوا، فتقولوا: إذا لا يمكن أن يوجد في زماننا هذا مثل من سبق; لأننا نقول: إن مثل هذا الحديث يراد به الجملة، وإذا شئتم أن يتضح الأمر; فانظروا إلى جنس الرجال وجنس النساء; أيهما خير؟ [1] سورة الحديد آية: 16.
2 البخاري الفتن (7068) , والترمذي الفتن (2206) ,وأحمد (3/132 ,3/177 ,3/179) .
3 في (كتاب الفتن, باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه, 4/315) .
اسم الکتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 469