اسم الکتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 344
فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله، ولا تكون لمن أشرك بالله. وحقيقته أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص، فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع;......................................
الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله "[1]. وبهذا يبطل قول من قال: إن العقل في الدماغ، ولا ينكر أن للدماغ تأثيرا في الفهم والعقل، لكن العقل في القلب، ولهذا قال الإمام أحمد: "العقل في القلب، وله اتصال في الدماغ" ومن قال كلمة الإخلاص خالصا من قلبه; فلا بد أن يطلب هذا المعبود بسلوك الطرق الموصلة إليه; فيقوم بأمر الله ويدع نهيه.
قوله: "فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص": لأن من أشرك بالله قال الله فيه: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [2].
قوله: "وحقيقته أن الله - سبحانه - هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص، فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع": وحقيقته; أي: حقيقة أمر الشفاعة، أي الفائدة منها: أن الله عزوجل أراد أن يغفر للمشفوع له، ولكن بواسطة هذه الشفاعة.
والحكمة من هذه الواسطة بينها بقوله: "ليكرمه وينال المقام المحمود"، ولو شاء الله لغفر لهم بلا شفاعة، ولكنه أراد بيان فضل هذا الشافع وإكرامه أمام الناس، ومن المعلوم أن من قبل الله شفاعته; فهو عنده بمنزلة عالية; فيكون في هذا إكرام للشافع من وجهين:
الأول: إكرام الشافع بقبول شفاعته.
الثاني: ظهور جاهه وشرفه عند الله تعالى. [1] من حديث النعمان بن بشير, رواه: البخاري (كتاب الإيمان, باب فضل من استبرأ لدينه, 1/34) , ومسلم (كتاب المساقاة, باب أخذ الحلال وترك الشبهات, 3/1219) . [2] سورة المدثر آية: 48.
اسم الکتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 344