responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 77
قلت: واشتهر عنهم أيضاً أنَّهم يقولون {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى} ، وقد سبق بيان تفسير هذه الآية بنقل كلام أهل العلم فيها حيث قال ابن كثير: "فعبدوا تلك الصور تنزيلاً لذلك منزلة عبادتهم الملائكة، ليشفعوا لهم عند الله في نصرهم ورزقهم، وما ينوبهم من أمر الدنيا، فأمَّا المعاد فكانوا جاحدين له كافرين به".
وسبق ذكر نصوص كثيرة من القرآن فيها دلالة على اعترافهم بأنَّ الخالق الرازق المدبر هو الله، وسبق ذكر تلبيتهم في الحج، وشيء من أشعارهم الدالة على اعترافهم بوجود الله.
وأمَّا البعث والمعاد فكان أكثرهم منكرين له غير مؤمنين به، وذِكْرُ هذا والرد عليهم فيه جاء في مواطن كثيرة من القرآن الكريم، لكنْ فرقٌ بين إنكارهم البعث والمعاد وبين إنكار وجود الله وأنَّه الخالق الرازق، فالأول ينكره المشركون، ولا يؤمنون به كما هو صريح نص القرآن الكريم، والثاني يؤمن به المشركون ولا ينكرونه كما هو صريح نص القرآن الكريم، والأدلة على هذا كثيرة وقد تقدم شيء منها، وقد تقدم في كلام ابن كثير رحمه الله جمعه بين الأمرين: إثبات أنَّ المشركين يعترفون بوجود الله وأنَّه الخالق الرازق مع إثبات إنكارهم البعث والمعاد.
وعلى هذا فالاستدلال بالنصوص المثبتة لإنكار المشركين للبعث والمعاد على أنَّهم ينكرون وجود الخالق الرازق خلطٌ بيِّنٌ، وغلطٌ ظاهرٌ، إذ لا تلازم بين إنكار البعث وإنكار الربوبية.
ثم هنا أمر لا بد من تقريره وإيضاحه وهو أنَّ قول أهل العلم عن المشركين بأنَّهم يعترفون بتوحيد الربوبية ليس المراد به أنَّهم اعترفوا بهذا القسم من التوحيد على التمام والكمال، فهذا لا يقول به أحد من أهل العلم، وإنَّما

اسم الکتاب : القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست