responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 70
فاعتراف المشركين بأنَّ الله الخالق الرازق المدبر كلّ ذلك من الإيمان المأمور به شرعاً إلا أنَّه لا ينفعهم ما لم يأتوا معه بلازمه توحيد الإلهية، ولذا وصفوا في القرآن والسنة بأنَّهم كفَّار مشركون فوصفهم بالكفر في القرآن ليس لإقرارهم بربوبية الله كما فهم الكاتب وإنَّما هو لشركهم في عبادة الله وعدم إخلاصهم الدين له، "مع أنَّ الشرك في الربوبية لازم لهم في جهة إشراكهم في الإلهية وكذا في الأسماء والصفات، إذ أنواع التوحيد متلازمة لا ينفك نوع منها عن الآخر، وهكذا أضدادها فمن ضاد نوعاً من أنواع التوحيد بشيء من الشرك فقد أشرك في الباقي، مثال ذلك في هذا الزمن عبَّاد القبور إذا قال أحدهم: يا شيخ فلان لذلك المقبور أغثني أو افعل لي كذا ونحو ذلك يناديه من مسافة بعيدة وهو مع ذلك تحت التراب وقد صار تراباً.
فدعاؤه إيَّاه عبادة صرفها له من دون الله لأنَّ الدعاء مخ العبادة، فهذا شرك في الإلهية، وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع ضر أو رد غائب أو شفاء مريض أو نحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله معتقداً أنَّه قادر على ذلك هذا شرك في الربوبية حيث اعتقد أنَّه متصرف مع الله تعالى في ملكوته. ثم إنَّه لم يدعه هذا الدعاء إلا مع اعتقاده أنَّه يسمعه على البعد والقرب في أيّ وقت كان وفي أيّ مكان ويصرحون بذلك، وهذا شرك في الأسماء والصفات حيث أثبت له سمعاً محيطاً بجميع المسموعات لا يحجبه قرب ولا بعد، فاستلزم هذا الشرك في الإلهية الشرك في الربوبية والأسماء والصفات"[1].
ثمَّ إنَّ الكاتب بل والمتكلمين عموماً لا يولون توحيد الإلهية الذي أنكره المشركون أيّ اهتمام، وإن تكلموا فيه تكلموا بجهل، وأدخلوا فيه ما هو نقيضه وضده.

[1] معارج القبول للشيح حافظ حكمي (1/435) .
اسم الکتاب : القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست