responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 67
لِيُقَرِّبُونَا إِلَي اللهِ زُلْفَى} [1]، فيقول ابن كثير في معنى هذه الآية: "ثم أخبر تعالى عن عبَّاد الأصنام من المشركين أنَّهم يقولون {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى} ، أي: إنَّما يحملهم على عبادتهم لهم أنَّهم عمدوا إلى أصنام اتخذوها على صور الملائكة المقربين في زعمهم، فعبدوا تلك الصور تنزيلاً لذلك منزلة عبادتهم الملائكة، ليشفعوا لهم عند الله في نصرهم ورزقهم، وما ينوبهم من أمر الدنيا، فأمَّا المعاد فكانوا جاحدين له كافرين به، قال قتادة والسديّ ومالك عن زيد بن أسلم، وابن زيد: {إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى} ، أي: ليشفعوا لنا، ويقربونا عنده منزلة.
ولهذا كانوا يقولون في تلبيتهم إذا حجوا في جاهليتهم: "لبيك لا شريك لك، إلا شريكاً هو لك تملك وما ملك" [2].
قلت: ففي هذا أبلغ ردٍّ على الكاتب في دعواه أنَّ المشركين لم يكونوا مقرين بأنَّ الخالق الرازق هو الله. ثم إنَّه لم يذكر دليلاً على دعواه هذه إلا قوله: " ... ولو كانوا مقرين بأنَّ الله سبحانه وتعالى هو خالق السموات والأرض وما فيهنَّ لما ذكر لهم تلك الآيات الآمرة بالتفكر في الإبل كيف خلقت وفي الجبال كيف نصبت وفي الأرض كيف سطحت وفي السماء كيف رفعت".
قلت: وجواب هذا أنَّ المقصود بذلك هو التفكر الحامل على إفراده بالعبادة لا على إثبات الخالق لأنَّ هذا معلوم لهم ولأنَّه لا يكفي، وقد تقدم في كلام ابن كثير رحمه الله قوله: "فإذا كان الأمر كذلك [أي: أن الله الخالق

[1] سورة الزمر، الآية 3.
[2] تفسير ابن كثير (7/75) .
اسم الکتاب : القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست