responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 65
الليل والنهار، وأنَّه الخالق الرازق لعباده، ومقدر آجالهم واختلافها واختلاف أرزاقهم ففاوت بينهم فمنهم الغني والفقير، وهو العليم بما يصلح كلا منهم، ومن يستحق الغنى ممن يستحق الفقر. فذكر أنَّه المستبد بخلق الأشياء المتفرد بتدبيرها. فإذا كان الأمر كذلك فلم يعبد غيره؟ ولم يتوكل على غيره؟ فكما أنَّه الواحد في ملكه فليكن الواحد في عبادته، وكثيراً ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية، وقد كان المشركون يعترفون بذلك كما كانوا يقولون في تلبيتهم: "لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك"[1].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما الربوبية فكانوا مقرين بها، قال الله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ} [2]، وقال: {قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ للهِ} إلى قوله: {فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [3]، وما اعتقد أحد منهم قط أنَّ الأصنام هي التي تنزل الغيث وترزق العالم وتدبره، وإنَّما كان شركهم كما ذكرنا اتخذوا من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله"[4].
وقال المقريزي: "ولا ريب أنَّ توحيد الربوبية لم ينكره المشركون بل أقروا بأنَّه سبحانه وحده خالقهم وخالق السموات والأرض، والقائم بمصالح العالم كله، وإنَّما أنكروا توحيد الإلهية والمحبة"[5].

[1] تفسير ابن كثير (6/301) . وانظر أيضاً تفسيره (7/91) .
[2] سورة لقمان، الآية 25.
[3] سورة المؤمنون، الآيات 84 89.
[4] الفتاوى (1/9192) .
[5] تجريد التوحيد المفيد (ص 8) .
اسم الکتاب : القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست