responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 55
حتى إن جهماً شيخ القوم نقل عنه أنَّه قال: "لو قلت إنَّ لله تسعة وتسعين اسماً لعبدت تسعة وتسعين إلهاً"[1].
قال ابن القيم رحمه الله في الجواب على هذه الشبهة: "فانظر إلى هذا التدليس والتلبيس الذي يُوهم السامع أنَّهم أثبتوا قدماء مع الله تعالى، إنَّما أثبتوا قديماً واحداً بصفاته، وصفاتُه داخلةٌ في مسمى اسمه، كما أنَّهم إنَّما أثبتوا إلهاً واحداً ولَم يجعلوا كلَّ صفةٍ من صفاته إلهاً، بل هو الإله الواحد بجميع أسمائه وصفاته، وهذا بعينه متلقى من عُبَّاد الأصنام المشركين بالله تعالى المُكذِّبين لرسوله حيث قالوا: يدعو محمدٌ إلى إله واحد، ثم يقول: يا الله يا سميع يا بصير، فيدعو آلهةً متعدِّدة، فأنزل الله: {قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَآءُ الحُسْنَى} [2]، فأيُّ اسمٍ دعوتموه به فإنَّما دَعَوْتُم المُسمَّى بذلك الاسم، فأخبر سبحانه أنَّه إله واحدٌ وإن تعدَّدت أسماؤه الحُسنى المشتقَّة من صفاته، ولهذا كانت حسنى ... "[3].
وعلى كلٍّ فلا نعلم فرقاً بين قول جهم هذا، وبين قول تلاميذه من الجهمية المعاصرين الذين يزعمون أنَّه يلزم من إثبات الألوهية والربوبية والأسماء والصفات التعدد في التوحيد، فالشبهة واحدة، والتآخي ظاهر.
5 قال الكاتب ص 6: "ولا بد أن نبطل هذا التقسيم للتوحيد في هذه المقدمة الصغيرة المتواضعة باختصار تلخيصاً للبحث الذي تحويه هذه الرسالة التي سنسلك فيها طريقة خير الكلام ما قلَّ ودلَّ فنقول وبالله تعالى التوفيق".

[1] انظر: فتح الباري لابن حجر (13/378) .
[2] سورة الإسراء، الآية 110.
[3] مختصر الصواعق المرسلة (ص:111) .
اسم الکتاب : القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست