responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصوارم الحداد القاطعة لعلائق أرباب الاتحاد المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 52
وعَلى الْجُمْلَة فالرجل وَأهل نحلته يصرحون بِأَنَّهُم أَنْبيَاء تَصْرِيحًا لَا يشك فِيهِ بل لم يكتفوا بذلك حَتَّى جعلُوا أنفسهم أعظم من الْأَنْبِيَاء وَزَاد شرهم وترقى إِلَى أَن بلغ إِلَى الْحَط على الْأَنْبِيَاء بل الْوَضع من جَانب الْمَلَائِكَة إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون لَا جرم من تجارأ على الرب جلّ جَلَاله حَتَّى جعله نفس مَاهِيَّة القردة والخنازير وَسَائِر الأقذار فَكيف لَا يصنع بالأنبياء وَالرسل مَا صنع وَقد آن أَن نمسك عنان الْعلم عَن رقم كفريات هَذَا المخذول فَإنَّا كَمَا علم الله لم نكتبها إِلَّا على وَجل وَكَيف لَا نَخَاف من رقم مثل هَذِه الكفريات الَّتِي يتَوَقَّع عِنْد رقم مثلهَا الْخَسْف وَلَوْلَا محبَّة النصح ومداواة الْقُلُوب المرضى الَّتِي قد غَابَ فِيهَا نصل هَذَا الْبلَاء لما استجزت رقم حرف وَاحِد وَلَكِن الله تَعَالَى قد حكى فِي كِتَابه عَن مقالات الْكَفَرَة شَيْئا وَاسِعًا وَهَذَا هُوَ المشجع على ذَلِك
فَإِن بَقِي لَك أَيهَا المخدوع نصيب من دين أَو فهم أَو عقل فقد سقنا إِلَيْك مَا يقلعك عَن العكوف على هَذِه الضَّلَالَة ويردعك عَن اسْتِحْسَان هَذِه الْجَهَالَة وسنسمعك فِي آخر هَذِه الرسَالَة أَقْوَال أَئِمَّة الْإِسْلَام فِي هَؤُلَاءِ المغرورين إِن كنت لَا تنظر إِلَى الْمقَال بل إِلَى من قَالَ وَإِلَّا فَالْأَمْر أوضح من أَن يستشهد على بُطْلَانه بأقوال الرِّجَال
الْكَلَام على ابْن الغارض وإيراد بعض أَبْيَات من تائيته

وَإِذا قد تبين لَك حَال هَذَا الرجل فاسمع مَا قَالَه معاصره ابْن الفارض شَاعِر هَذِه الطَّائِفَة وأديبها ومقدمها فَإنَّك إِن تدبرته وجدته قد سلك فِي نظمه الطَّرِيقَة الَّتِي سلكها ابْن عَرَبِيّ حَذْو النَّعْل بالنعل

اسم الکتاب : الصوارم الحداد القاطعة لعلائق أرباب الاتحاد المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست