اسم الکتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 265
كل آية تتعلق ببيان أمر عقدي أورد شبه أو تأصيل قاعدة أو غير ذلك فإنه يقف عندها مبينا ما فيها من هذه الجوانب الهامة. فمسألة فتنة القبر وعذابه ونعيمه كلما مر بآية تتعلق بهذا الجانب بينه وأظهره وربما ذكر في بعض المواضع الآيات الدالة على ذلك كما فعل عند قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} [1].
قال: "وهذه إحدى الآيات الدالة على عذاب القبر والثانية قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} [2]. والثالثة قوله: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} [3] والرابعة: قوله عن آل فرعون {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً} [4].
وهذا كله المقصود منه بيان هذه العقيدة وتقريرها وترسيخها في الأذهان.
وكما اهتم ابن سعدي بتقرير هذه العقيدة فقد عُني أيضاً ببيان صفتها وكيفية الافتتان وصفة النعيم وصفة العذاب وغير ذلك من الأمور التي تحصل عند دخول الميت في قبره مما دل عليه الكتاب والسنة.
قال رحمه الله: "فأما الفتنة فإن الناس يفتنون في قبورهم فيقال للرجل من ربك وما دينك وما نبيك فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فيقول المؤمن الله ربي والإسلام ديني، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي، وأما المرتاب فيقول هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق.
وهذا الابتلاء والامتحان لكل عبد فأما من كان مؤمناً إيمانا صحيحاً ثبته الله ولقنه الجواب الصحيح للملكين كما قال تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} فذكر أن تثبيته لهم جزاء لهم على إيمانهم في الدنيا فالمؤمن يجيب الجواب الصحيح وإن كان عامياً أو أعجمياً وأما الكافر والمنافق ممن كان في الدنيا غير مؤمن بما جاء به الرسول فإنه يستعجم عليه الجواب ولو كان من أعلم الناس وأفصحهم [1] سورة طه/124. [2] سورة الأنعام/ 93. [3] سورة السجدة/ 21. [4] سورة غافر/45.
اسم الکتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 265