اسم الکتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 185
وقال: "مكث البشر بعد آدم قرونا وهم أمة واحدة على الهدى ثم اختلفوا"[1].
وقال عند قوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [2] بعد أن بين أن الناس جميعا مفطورون على التوحيد وأن هذا الأصل في جميع الناس قال: "ومن خرج عن هذا الأصل فعارض عرض لفطرته أفسدها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو نصرانه أو مجسانه"[3][4].
تنبيه:
قال الشيخ ابن سعدي عند تفسيره لقوله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} [5].
قال: "أي كان الناس مجتمعين على الكفر والضلال والشقاء ليس لهم نور ولا إيمان فرحمهم الله تعالى بإرسال الرسل إليهم"[6].
وهذه الآية ذكر ابن كثير فيها قولين عن السلف وكلاهما ينسب إلى ابن عباس
أحدهما: أنهم كانوا على الهدى جميعهم.
والثاني: أنهم كانوا كفاراً.
ثم قال بعد ذكر هذين القولين: "والقول الأول عن ابن عباس أصح سنداً، ومعنى؛ لأن الناس كانوا على ملة آدم حتى عبدوا الأصنام فبعث الله إليهم نوحاً عليه السلام فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض"[7].
ولا ريب أن قول ابن سعدي المذكور آخراً يتعارض مع أقواله المتقدمة إلا إذا حمل على أن المراد بالناس في الآية الأقوام التي كفرت بالله بعد أن فطرت على التوحيد، وهذا له وجه من الصحة.
ومن أمعن النظر في أقواله المتقدمة التي ذكر فيها أن الناس كانوا على التوحيد ثم حصل منهم الكفر، عرف صحة هذا المحمل.
والمقصود أن ابن سعدي يرى أن الشرك طارئ على الناس بعد أن خلقوا حنفاء موحدين. [1] الخلاصة /107. [2] سورة الروم/ الآية 30. [3] تقدم تخريجه ص 68. [4] التفسير 6/126. [5] سورة البقرة الآية/ 213. [6] التفسير 1/260. [7] تفسير ابن كثير 1/250.
اسم الکتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 185