اسم الکتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 175
التي هي من أعظم واجبات القلب ـ غير الله مع الله، وربما زاد خوفه من غير الله على خوفه لله.
وأيضاً فمن خشي الله وحده على هذا الوجه مخلص موحد، ومن خشي غيره فقد جعل لله نداً في الخشية كمن جعل لله نداً في المحبة، وذلك كمن يخشى من صاحب القبر أن يوقع به مكروها أو يغضب عليه فيسلبه نعمه أو نحو ذلك مما هو واقع من عباد القبور.
وإن كان الخوف طبيعياً كمن يخشى من عدو أو سبع أو حية أو نحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري، فهذا النوع ليس عبادة، وقد يوجد من كثير من المؤمنين، ولا ينافي الإيمان، وهذا إذا كان خوفاً محققاً قد انعقدت أسباب الخوف فليس بمذموم.
وإن كان هذا خوفاً وهميا كالخوف الذي ليس له سبب أصلاً، أو له سبب ضعيف فهذا مذموم يدخل صاحبه في وصف الجبناء، وقد تعوذ صلى الله عليه وسلم من الجبن فهو من الأخلاق الرذيلة"[1].
من أنواع العبادة التوكل:
قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [2].
وقال: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً} [3].
وقال: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} 4.
وغيرها من الآيات. والتوكل فريضة يجب إخلاصه لله إذ هو من أفضل العبادات وأعظم القربات وهو أعلى مقامات التوحيد.
وقد اهتم ابن سعدي ببيان هذه العبادة كما اهتم ببيان غيرها من العبادات وأشار إلى أهمية التوكل وشدة الحاجة إليه.
قال رحمه الله: "التوكل على الله من أعظم واجبات التوحيد والإيمان. وبحسب قوة توكل العبد على الله يقوى إيمانه ويتم توحيده، والعبد يضطر إلى التوكل على الله والاستعانة به في كل ما يريد فعله أو تركه من أمور دينه أو دنياه"[5]. [1] القول السديد /115، 116. [2] سورة المائدة/ الآية 11. [3] سورة الفرقان/ الآية 58.
4القول السديد/ 117. [5] القول السديد /117.
اسم الکتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 175