responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرد على القائلين بوحدة الوجود المؤلف : القاري، الملا على    الجزء : 1  صفحة : 117
عِنْدهم ووصفوها بِكُل نعت ظنُّوا أَنه كَمَال لديهم فَفِي الْحَقِيقَة تِلْكَ الصُّورَة مصنوعة مخترعة ومجعولة ومفعولة لإدراكهم وفهمهم فَلَو نظرت فِي اعتقادات الْفرق الإسلامية وتأملت فِي معتقدات الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس وَعَبدَة الْأَصْنَام والصابئة أظهر لَك هَذَا الْمَعْنى فِي ميدان المبنى فَإِن كل وَاحِد مِنْهُم بِحَسب قابليتهم وفهمهم تصوروا الْحق بِصُورَة مستحسنة عِنْدهم ويحامونه ويراعونه وينفون عَنهُ المنقصة وينسبون إِلَيْهَا الممدحة وينفون مُعْتَقد غَيرهم ويذمونه {وَلَا يزالون مُخْتَلفين إِلَّا من رحم رَبك} وهم الْأَنْبِيَاء والأولياء والراسخون من الْعلمَاء لأَنهم لم يصوروا صُورَة مَعْلُومَة عِنْدهم وَحَقِيقَة خَاصَّة من لدنهم بل اتبعُوا مَا أُوحِي إِلَيْهِم بِالْوَحْي للأنبياء والإلهام للأولياء انْتهى وَهَذِه كلمة حق أُرِيد بهَا الْبَاطِل كَمَا لَا يخفى على الْعَاقِل الْكَامِل فَإِن مُرَاد شَيْخه كَمَا مر مرَارًا أَن الْحق عين الْخلق وَأَن كل مُعْتَقد صَحِيح لظُهُور الْحق وَكَونه مَعَ كل شَيْء بل عينه وَاخْتِلَاف الاعتقادات بِحَسب تفَاوت الاعتبارات الصادرة على وفْق مَرَاتِب الاستعدادات والقابليات كانعكاس نور الشَّمْس فِي المرايات وَهَذَا شبه الْمَعْنى الَّذِي هُوَ مدَار بنائِهِ بقول نسبه إِلَى الْجُنَيْد لون المَاء لون إنائه وَالتَّحْقِيق أَن معنى قَول الْجُنَيْد لَو صَحَّ رِوَايَته عَنهُ يكون من قبيل مَا قيل كل إِنَاء يترشح بِمَا فِيهِ أَي بِمَا يُوَافق هَوَاهُ وطبعه ويطابق معتقده وشرعه لَا بِمَا يُنَافِيهِ أَلا ترى أَن

اسم الکتاب : الرد على القائلين بوحدة الوجود المؤلف : القاري، الملا على    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست