اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 69
أما قوله: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} فهذا اليوم الذي يستوي فيه الليل والنهار، أقسم الله بمشرقه ومغربه، وأما قوله: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} فهذا أطول يوم في السنة، وأقصر يوم في السنة، أقسم الله بمشرقهما ومغربهما، وأما قوله: "رب المشارق ورب المغارب" فهو مشارق السنة ومغاربها، فهذا ما شكت فيه الزنادقة[1].
= مشرقًا واحدًا، ومشرق هبوطها بجملته مشرقًا واحدًا، ويقابلها مغرباها، فهذا وجه اختلاف هذه في الإفراد والتثنية والجمع، وأما وجه اختصاص كل موضع بما وقع فيه فلم أرَ أحدًا تعرض له ولا فتح بابه، وهو بحمد الله بَيِّنٌ من السياق، انظر: بدائع الفوائد "121/1". [1] انظر: تفسير الطبري "70/19" "127/27" "87/29" وتفسير ابن كثير "290/4" وتفسير الشوكاني "134/5".
شك الزنادقة في قوله: {وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}
...
أما قوله:
{وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: 47]
وقال في آية أخرى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة: 5]
وقال في آية أخرى: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلاً} [المعارج: 4، 5] .
فقالوا: كيف يكون هذا من الكلام المحكم، وهو ينقض بعضه بعضًا؟ [2]. [2] قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله: قوله تعالى: {وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: 47] .
هذه الآية تدل على أن مقدار اليوم عند الله ألف سنة، وكذلك قوله تعالى: =
اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 69