اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 157
إذا أردت أن تعلم الجهمي لا يقر بعلم الله فقل له: الله يقول: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} [البقرة: 255] .
وقال: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ} [النساء: 166] .
وقال: {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ} [هود: 14] .
وقال: {وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ} [فصلت: 47] .
فيقال له: تقر بعلم الله هذا الذي أوقفك عليه بالأعلام والدلالات أم لا؟ ... فإن قال: ليس له علم، كفر.
وإن قال: لله علم محدث كفر، حين زعم أن الله قد كان في وقت من الأوقات لا يعلم حتى أحدث له علمًا فعلم.
فإن قال: لله علم وليس مخلوقًا ولا محدثًا، رجع عن قوله كله، وقال بقول أهل السنة] [1].
وقال رحمه الله في درء التعارض:
فقد بين الإمام أحمد ما هو معلوم بصريح العقل وبديهته، من أنه لابد إذا خلق الخلق من أن يخلقه مباينًا له أو محايثًا له، ومع المحايثة: إما أن يكون هو في العالم، وإما أن يكون العالم فيه؛ لأنه سبحانه قائم بنفسه، والقائم بنفسه إذا كان محايثًا لغيره فلابد أن يكون أحدهما حالًّا في الآخر بخلاف ما لا يقوم بنفسه كالصفات، فإنها قد تكون جميعًا قائمة بغيرها.
وانظر كذلك مجموع فتاوى شيخ الإسلام "312/5، 313". [1] من قوله رحمه الله: حين زعم أنه دخل في كل مكان وحُشٍّ قذر رديء. إلى هنا، انتقل موضعه في الفصل التالي، بيان ما ذكر الله في القرآن: {وَهُوَ مَعَكُمْ} من نسخة الدكتور عميرة، ولا أدري كيف وجد هذا النقل في هذا الموضع ولعله حدث نتيجة تقدم صفحة على صفحة من المخطوط؟!
اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 157