اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 113
فسمى الله القرآن وحيًا، ولم يسمه خلقًا.
ثم إن الجهم ادعى أمرًا آخر، فقال: أخبرونا عن القرآن: هو شيء؟
فقلنا: نعم هو شيء.
فقال: إن الله خلق كل شيء فلم لا يكون القرآن مع الأشياء المخلوقة، وقد أقررتم أنه شيء1؟
فلعمري[2] لقد ادعى أمرًا أمكنه فيه الدعوى، ولبَّس على الناس
= والملكي، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشجع الناس وأعلمهم وأجمهلم وأجلهم. والشياطين وتلامذتهم بضد ذلك، فهم أقبح الخلق صورة ومعنى، وأجهل الخلق وأضعفهم هممًا ونفوسًا.
1 قال ابن بطة في كتاب الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية "170/2، 171":
ثم إن الجهمي ادعى أمرًا آخر ليضل به الضعفاء ومن لا علم عنده، فقال: أخبرونا عن القرآن هل هو شيء أو لا شيء؟
فلا يجوز أن يكون جوابه: لا شيء، فيقال له: هو شيء. فيظن حينئذ أنه قد ظفر بحجته ووصل إلى بغيته، فيقول: فإن الله يقول: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} والقرآن شيء يقع عليه اسم شيء، وهو مخلوق؛ لأن الكل يجمع كل شيء. [2] عن كعب بن مالك قال: لم أتخلف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة غزاها حتى كان غزة تبوك، إلا بدرًا، ولم يعاتب النبي -صلى الله عليه وسلم- أحدًا تخلف عن بدر. وإنما خرج يريد العير، فخرجت قريش مغيثين لعيرهم، فالتقوا عن غير موعد كما قال الله -عز وجل- ولعمري إن أشرف مشاهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الناس لبدر ...
أخرجه الترمذي رقم "3102" وهو حديث صحيح أصله في البخاري رقم "4418" ومسلم رقم "2769".
أخرج البخاري في كتاب التفسير، سورة الحجر عن ابن عباس {لَعَمْرُكَ} : لعيشك. فتح الباري "379/8" وكذا في كتاب الأيمان والنذور، باب قول الرجل: لعمر الله. =
اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 113