اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 103
لا يكون إلا خلق، ولا يقوم إلا مقام خلق خلقًا لا يزول عنه المعنى، وإذا قال الله: جعل، على غير معنى خلق لا يكون خلق، ولا يقوم مقام الخلق، ولا يزول عنه المعنى.
فمما قال الله: جعل، على معنى: خلق، قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [الأنعام: [1]] ، يعني وخلق الظلمات والنور[1].
وقال: {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ} [النحل: 78] .
يقول: وخلق لكم السمع والأبصار.
وقال: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ} [الإسراء: 12] .
ويقول: وخلقنا الليل والنهار آيتين[2].
وقال: {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} [نوح: 16] .
وقال: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [الأعراف: 189] .
يقول: خلق منها زوجها. يقول: وخلق من آدم حواء.
وقال: {وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ} [النمل: 61] .
يقول: وخلق لها رواسي، ومثله في القرآن كثير، فهذا وما كان مثله لا يكون إلا على معنى خلق. [1] انظر: الإبانة "159/2". [2] انظر: الإبانة "159/2".
اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 103