responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل    الجزء : 1  صفحة : 100
فإذا قيل لهم: فمن تعبدون؟
قالوا: نعبد من يدبر أمر هذا الخلق.
فقلنا: هذا الذي يدبر أمر هذا الخلق هو مجهول لا يعرف بصفة.
قالوا: نعم.
فقلنا: قد عرف المسلمون أنكم لا تؤمنون بشيء، إنما تدفعون عن أنفسكم الشنعة بما تظهرونه.
فقلنا لهم: هذا الذي يدبر هو الذي كلم موسى.
قالوا: لم يتكلم ولا يكلم؛ لأن الكلام لا يكون إلا بجارحة، والجوارح منفية.
فإذا سمع الجاهل قولهم يظن أنهم من أشد الناس تعظيمًا لله، ولا يعلم أنهم إنما يعود قولهم إلى ضلالة وكفر، ولا يشعر أنهم لا يقولون قولهم إلا فرية في الله[1].

= شاكين: هل يقدر على أن يريهم نفسه؟
[1] قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في درء تعارض العقل والنقل "415/2، 416": فهذا الذي وصفه الإمام أحمد وغيره من علماء السلف من كلام الجهمية، وهو كلام من وافقهم من القرامطة والباطنية والمتفلسفة المتبعين لأرسطو كابن سينا وأمثاله ممن يقول: إنه الوجود المطلق أو المقيد بالقيود السلبية، ونحو ذلك، وهو حقيقة كلام القائلين بوحدة الوجود.
ولهذا ذكر عنهم أنهم سلبوه كل ما يتميز به موجود عن موجود، فسلبوه الصفات والأفعال وسائر ما يختص بموجود.
ولما قالوا: هو شيء لا كالأشياء. علم الأئمة مقصودهم، فإن الموجودين لابد أن يتفقا في مسمى الوجود. والشيئين لابد أن يتفقا في مسمى الشيء، فإذا لم يكن هناك =
اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست