اسم الکتاب : الحيدة والاعتذار في الرد على من قال بخلق القرآن المؤلف : الكناني، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 53
ما يلزم بشرا في هذه المسألة لو أجابك عن مسألتك، فهات ما عندك من غير هذا.
قال عبد العزيز: فقلت: يا أمير المؤمنين أطال الله بقاءك على كل من اكتال بمكيال أن يوفي به، قال ذلك يلزمه. فقلت: يا بشر ألست تزعم أن قوله: {خَالِقُ كُلِّ شَيْء} [1] لفظه لا يخرج عنها شيء، لأن كل، كلمة تجمع الأشياء فلا تدع شيئا يخرج عنها وكل شيء داخل فيها. فقال بشر: هكذا قلت وهكذا أقول، وهكذا هو عند الخلق ولست أرجع عنه بكثرة خطبك وهذيانك، فقلت: أمير المؤمنين شاهد عليك بهذا.
قال عبد العزيز: ثم قلت له: يا بشر قال الله عز وجل: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} [2] وقال عز وجل: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَه} [3] وقال جل ذكره: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ} [4] وقال عز وجل: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ} [5] وقال: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ} [6] فقد أخبر الله عز وجل في مواضع كثيرة من كتابه أن له نفسا، أفتقر يا بشر أن لله نفسا كما أخبرنا عنها بهذه الأخبار كلها، قال: نعم[7].
قال عبد العزيز: فقلت له: قال الله عز وجل. {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْت} [8] أفتقول أن نفس رب العالمين داخلة في هذه النفوس التي تذوق الموت، فصاح المأمون بأعلى صوته وكان جهير الصوت، معاذ الله معاذ الله معاذ الله، فقلت: [1] سورة الأنعام آية 102 [2] سورة طه آية 41. [3] سورة آل عمران آية 30. [4] سورة الأنعام آية 12. [5] سورة الأنعام آية 54. [6] سورة المائدة آية 116. [7] في طبعة المجمع: تم الجزء الأول- ثم مال: الجزء الثاني- وعلق في الحاشية بقوله: في "ظ " ابتداء الجزء الثاني وهو ساقط من جميع النسخ. قلت. لكن الكلام في هذه النسخة متصل حيث قال: بعد قوله: نعم- قال عبد العزيز. الخ كما في الصفحة التالية. [8] سورة آل عمران 185.
اسم الکتاب : الحيدة والاعتذار في الرد على من قال بخلق القرآن المؤلف : الكناني، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 53