اسم الکتاب : الحيدة والاعتذار في الرد على من قال بخلق القرآن المؤلف : الكناني، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 41
{وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ} [1] فهذا خبر الله عن القرآن إنه الحق وقال عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ} [2] وقال عز وجل: {المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ} [3] وقال: {الم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} [4] وقال عز وجل: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقّ} [5] وقال عز جل: {وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا} [6]، فهذه كلها وأمثالها في القرآن كثير، إخبار الله عن القرآن أنه الحق، فسماه باسم الحق، ثم ذكر عز وجل أن القرآن قوله وأن قوله هو الحق فقال عز وجل: {ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} [7] فهذا خبر الله عن قوله إنه الحق وإن الحق قوله، وقال عز وجل: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [8] وقالت عز وجل: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ} [9] فهذه أخبار الله كلها عن الحق إنه قوله وان قوله هو الحق، ومثل هذا في القرآن كثير، ثم ذكر أن الحق كلامه وأن كلامه الحق فقال عز وجل: {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} [10] فأخبر عن كلام الله أنه الحق، وقال عز وجل: {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [11] فأخبر عز وجل عن الحق أنه كلامه وأن كلامه هو الحق، وقال عز وجل: {وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [12] فهذه أخبار الله عز وجل عن الحق أنه كلامه وإن كلامه هو الحق ثم ذكر عز وجل أن القرآن أمره، وهو كلامه فقال عز وجل: {حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا} [13] يعني القرآن، فأخبر [1] سورة هود آية 17. [2] سورة يونس آية 108. [3] سورة الرعد آية 1. [4] سورة السجدة آية 1-3. [5] سورة المائدة آية 83 [6] سورة القصص آية 53. [7] سورة الأحزاب آية 4. [8] سورة السجدة آية 13. [9] سورة سبأ آية 23. [10] سورة يونس آية 33. [11] سورة يونس آية 82. [12] سورة الزمر آية 71. [13] سورة الدخان آية ا- 5.
اسم الکتاب : الحيدة والاعتذار في الرد على من قال بخلق القرآن المؤلف : الكناني، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 41