responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحيدة والاعتذار في الرد على من قال بخلق القرآن المؤلف : الكناني، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 21
النص المحقق
...
بسم الله الرحمن الرحيم
وعلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (3/أ)
ذكر ما جرى بين عبد العزيز بن يحيى رحمه الله وبين بشر المريسي
قرأت على أبي عمر أحمد بن خالد في ربيع الآخر عام اثنين وخمسين وثلاثمائة، حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن السماك قال ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أزهر بن حسين القطايعي، قال: حدثني أبو عبد الله العباس ابن محمد بن فرقد، قال: حدثني أبي محمد بن فرقد بهذا الكتاب من أوله إلى آخره، قال: قال عبد العزيز بن مسلم الكناني1:
اتصل بي وأنا بمكة ما قد أظهره بشر بن غياث المريسي ببغداد من القول بخلق القرآن، ودعائه الناس إلى موافقته على قوله ومذهبه وتشبيهه على أمير المؤمنين المأمون وعامة الناس وما قد دفع الناس إليه من المحنة، والأخذ في الدخول في هذا الكفر[2] والضلالة، ورهبة الناس وفزعهم من مناظرته، وإحجامهم عن الرد عليه بما يكسرون به قوله، ويدحضون به حجته ويبطلون به مذهبه، واستتار المؤمنين في بيوتهم وانقطاعهم عن الجُمعات والجماعات، وهريهم من بلد إلى بلد، خوفا على أنفسهم وأديانهم، وكثرة موافقة الجهال والرعاع من الناس لبشر على مذهبه وكفره وضلالته، والدخول في بدعته، والانتحال لمذهبه، رغبة في الدنيا ورهبة من العقاب الذي كان يعاقب به من خالفه على مذهبه.
قال عبد العزيز بن يحي: فأزعجني ذلك وأقلقني وأسهر ليلي وأطال غمي

1 أما إسناد الإمام ابن بطه في كتاب الإبانة ورقة 160/ ب، المرفقة قال: باب ذكر مناظرات الممتحنين بين يدي الملوك الجبارين الذين دعو الناس إلى هذه الضلالة.
قال: مناظرة عبد العزيز بن يحي المكي لبشر بن غياث المريسي بحضرة المأمون- حدثنا أبو حفص محمد ابن رجاء قال ثنا أبو أيوب عبد الوهاب بن عمرو النزلي قال حدثني أبو القاسم العطاف بن مسلم قال حدثني الحسين بن بشر دبيس الصائغ ومحمد بن فرقد قالوا: "قال لنا عبد العزيز بن يحي المكي الكناني ... الخ.
[2] ذلك لأن القول بخلق القرآن كفر لأن القرآن كلام الله وهو صفة من صفاته، وصفاته من ذاته. ولكن علماء السلف يفرقون بين القول والقائل، فالقول قد يكون كفرا، أما القائل المعين فلا يحكم بكفره إلا بعد قيام الحجة عليه وإزالة الشبهة عنه، ومن هنا نجد إن العلماء حكموا على الجهم بن صفوان بالكفر لقيام الحجة عليه، وكذلك الحكم على غيره ممن قامت عليهم الحجة، وانظر هذه القاعدة العظيمة في هذا الباب من قول شيخ الإسلام ابن تيمية الفتاوى 12/ 466.
اسم الکتاب : الحيدة والاعتذار في الرد على من قال بخلق القرآن المؤلف : الكناني، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست