اسم الکتاب : الحكم على الشيء فرع عن تصوره المؤلف : الجامي، محمد أمان الجزء : 1 صفحة : 283
التي تأكل الأخضر واليابس وتقضي على البريئين قبل المجرمين، ولا ترى إلا الوصول إلى الكرسي بأي وسيلة على أساس (أن الغاية تبرر الوسيلة) وهو أسلوب المستغلين للفرص الحاجة في أنفسهم.
وأما سبيل الوصول إلى الولاية في إسلامنا إنما يكون بالشورى والتفاوض، ثم الاختيار، فإذا تم اختيار الوالي الصالح فتولى أمور المسلمين وجبت طاعته ما لم يأمر بمعصية الله ولا يجوز الخروج عليه ما لم يظهر كفراً بواحاً عليه دليل من الكتاب والسنة. هذا هو نظام الإسلام في أمر الولاية بالاختصار. ثم إن الإسلام ينهى عن الفساد في الأرض وعن تقتيل النساء والأطفال والشيوخ العاجزين حتى في الحروب التي بين المسلمين والكفار ما لم يحارب هؤلاء كغيرهم.
وإذا فتح المسلمون بلداً ما عنوة وخضع أهل البلد لأحكام الإسلام وأعطوا الذمة يحرم الإسلام دماء أهل الذمة وأموالهم، ولا يحقد الإسلام على ما قد يحصل من الأعداء في حالة الحرب، بل يعفو ويصفح، والجميع يعرفون موقف رسول الإسلام من أهل مكة يوم الفتح. أما إسلام الخميني يخالف هذه التعليمات الرحيمة كلها، فيخرب ويدمر ويقتل النساء والأطفال والشيوخ وهم مسلمون في الجملة، إذا خولف شيء من تعليمات الثورة المزعومة ونظامها.
وهؤلاء المتطرفون إذا قيل لهم لماذا هذا التضليل ولماذا هذا التمجيد العاطفي لإسلام الخميني؟ ولماذا هذا التخبط؟ قالوا: نحن نريد خلق مجتمع إسلامي عام لا يتخلف عنه أي فرد ينتمي إلى الإسلام ولو بالاسم. سنياً أو رافضياً. أو أو.
فمثلهم كمثل الذي دخل سوقاً غاصة بالناس رجالاً ونساءً ليدعوهم إلى الصلاة فجعل يناديهم قائلا: أيها الناس إننا أنشأنا لكم مسجدا في غاية السعة فهلموا جميعا لأداء الصلاة فيه ولا يتأخرن أحد وليأت كل واحد على ما هو عليه، المتوضئ بوضوئه، والمحدث بحدثه، والجنب بجنباته، بل حتى الحائض والنفساء، لأننا لا نرد أحداً، إذ قصدنا خلق مجتمع إسلامي عام شامل وكلنا إخوان مسلمون، ولا داعي للتشدد لأن التشدد يفرق بين صفوف المسلمين، وبينما هو يرفع عقيرته بهذا الهذيان فوجئ بداعية ناصح ممن رزق الفقه في الدين وهو يقول للناس: أيها الأخوة المسلمون حان وقت الصلاة فقوموا فتوضأوا ثم صلوا صلاتكم حيث ينادي لها، فأخذ يعلمهم الطهارة، وأنها شرط لصحة الصلاة فصاحب المجتمع المزعوم يستمع إليه بدهشة وهو يفكر ليستحضر الأسلوب الذي يستعمله ضد هذا الداعية. إنه فكر وقدر ثم صرخ صرخة شيطانية قائلاً "أيها الأخوة المسلمون لا تسمعوا لهذا الكلام والغوا فيه لعلكم تغلبون على هذا المتشدد وتسكتونه" إلى آخر تلك الصيحة اليائسة.
اسم الکتاب : الحكم على الشيء فرع عن تصوره المؤلف : الجامي، محمد أمان الجزء : 1 صفحة : 283