responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحبائك في أخبار الملائك المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 269
كثير من الأوقات بلا سبب ظاهر فإنما يحمل ذلك على أن الشياطين تعرض لها فتشهر بها، فكان تعليق الأجراس عليها كاستدعاء الشياطين وتأكيد سبب حضورهم فمن آثر لنفسه حضور أعداء الله تعالى أواعتقد حراسته في سفره بالجن أو الكلب، كان حقيقا بأن لا يقيض الله تعالى لحراسته ملائكته وأولياءه، لكن هذا لا يمنع الموكلين به من كتابة عمله، بل هو في حال المعصية أولى بالتضييق عليه من حال الطاعة، وأما السؤال عن دخول الكاتبين الخلاء، فجوابه أنا لانعلم، ولا يقدح عدم علمنا بذلك في ديننا، وجملة القول فيه أنهما إن كانا مأمورين بالدخول دخلا، وإن أكرمهما الله عن ذلك وأطلعهما على ما يكون من الداخل مما سبيلهما أن يكتبا فهما على ما يؤمران به والله أعلم.
وأما مكان جلوسهما فقد قال الله تعالى: (عَنِ اليَمينِ وَعَنِ الشِمالِ قَعِيد) ق: 17 أي عن اليمين قعيد، وعن الشمال قعيد، ويحتمل أن يكون المراد حقيقة القعود أو ما استعير له اسم القعود والله أعلم بحالهما في ذلك.
وأما أنهما ماذا وعلى ماذا يكتبان فلاعلم لنا بذلك إلا أنهما يكتبان على شيء يحتمل الطي والنشر لقوله تعالى: (وَنُخرج لَهُ يَومَ القِيامَةِ كِتاباً يَلقاهُ مَنشوراً) الإسراء: 13 والذي خلقهم وخلق غيرهم لا يعجز أن يخلق لهم سوى الأوراق والجلود وسائر ما يكتب الناس عليه غيرهم لا يعجز أن يخلق لهم سوى الأوراق والجلود وسائر مايكتب الناس عليه شيئا يكتبون عليه، إما بقلم يخلقه لهم سوى هذه الأقلام أو بشيء آخر بمداد اوغير مداد والله أعلم بحقيقة ذلك. انتهى.
قلت: أما حديث) لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة (فقال الخطابي: المراد بالملائكة: الذين ينزلون بالرحمة والبركة لا الحفظة فإنهم لا يفارقون، وأما دخول الكاتبين الخلاء فقد تقدم حديث زيد بن ثابت مرفوعا:) إن معكم من لا يفارقكم في نوم ويقظة إلا حين يأتي أحدكم أهله أو حين يأتي خلاءه (.

اسم الکتاب : الحبائك في أخبار الملائك المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 269
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست