اسم الکتاب : الجواهر المضية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 31
ما أخاف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الشرك الخفي: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لِمَا يَرَى مِن نظر رجل) ، وحتى قال: (لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن حُلِفَ له بالله فَلْيَرْضَ، ومن لم يرض فليس من الله في شيء" [1] وحتى قال: "لا يقول أحدكم: ما شاء الله وشاء فلان" [2] وحتى قال: "لا تقولوا: لولا الله وفلان" وحتى قال: "لا يقول: أحدكم عبدي وأمتي" [3] وحتى قال: "من حلف بغير الله فقد أشرك أو كفر" [4].
وحذرهم من الشرك بالله في الأقوال والأعمال، حتى قال: "إنما أنا بشر، يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين: كتاب الله فيه الهدى والنور، ومن تركه كان على الردى" [5]، وحتى قال: "خير الحديث: كتاب الله، وخير الهدي هَدْيُ محمد، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" [6] وحتى أنه لم يترك النهي عند الموت والتحذير لنا من هذا الشرك حتى قال: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضبُ الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" [7]. وحتى قال: "دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب" الحديث. وحتى حذرهم عن الكفر بنعمة الله، قيل: هو قول الرجل: هذا مالي ورثته من آبائي، وقال بعضهم: هو كقوله: الريح طيبة والملاح حاذق، ونحو ذلك.
الصلاة والزكاة من حق الإسلام يقاتل تاركهما
ولما ذكر شيخ الإسلام تقي الدين الأحاديث: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله" [8]، وكذلك حديث ابن عمر في الصحيحين: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة" [9]. وقال: "إن الصلاة من حقها، والزكاة من حقها"، كما قال الصِّدِّيق لعمر، ووافقه عمر وسائرهم على ذلك. ويكون ذلك أنه قال: قد شرع في العصمة وإلا بطل. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كل واحد من الحديثين في وقت ليعلم المسلمون أن الكافر إذا قالها جَبَّ الكفر عنه، ثم صار القتال مجردا إلى الشهادتين؛ [1] ابن ماجه: الكفارات (2101) . [2] أبو داود: الأدب (4980) , وأحمد (5/384 ,5/398) . [3] البخاري: العتق (2552) , ومسلم: الألفاظ من الأدب وغيرها (2249) , وأبو داود: الأدب (4975) , وأحمد (2/316 ,2/423 ,2/463 ,2/484 ,2/491 ,2/508) . [4] الترمذي: النذور والأيمان (1535) , وأبو داود: الأيمان والنذور (3251) , وأحمد (2/76 ,2/125) . [5] مسلم: فضائل الصحابة (2408) . [6] مسلم: الجمعة (867) , والنسائي: صلاة العيدين (1578) , وابن ماجه: المقدمة (45) , وأحمد (3/371) , والدارمي: المقدمة (206) . [7] مالك: النداء للصلاة (416) . [8] البخاري: الإيمان (25) , ومسلم: الإيمان (22) . [9] البخاري: الإيمان (25) , ومسلم: الإيمان (22) .
اسم الکتاب : الجواهر المضية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 31