responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجنة والنار المؤلف : سليمان الأشقر، عمر    الجزء : 1  صفحة : 202
والقول بأنهم في الجنة هو قول جمع من أهل العلم، وهو اختيار أبي الفرج بن الجوزي [1] ، وقال النووي في هذا المذهب: "وهو المذهب الصحيح المختار الذي صار إليه المحققون لقوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) [الإسراء: 15) ، واحتج بالأدلة التي ساقها البخاري وغيره ". (2)
وأقول: وهذا القول هو الذي رجحه القرطبي أيضاً وقد وفق القرطبي بين النصوص التي يظهر منها التعارض في هذا الموضوع بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم -: قال في أول الأمر هم مع آبائهم أي في النار، ثم حصل منه توقف في ذلك، فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين، ثم أوحى إليه أنه لا يعذب أحد بذنب غيره (ولا تزر وازرة وزر أخرى) [الإسراء: 15] ، فحكم بأنهم في الجنة [3] ، وذكر في ذلك حديثاً رواه عبد الرزاق، ولكن الحديث ضعيف كما قال ابن حجر العسقلاني. (4)
ويشكل على هذا التوفيق الذي ذكره ابن حجر أن المسألة ليست من مسائل النظر والاجتهاد، ولكنها مسألة غيبية لا يتكلم فيها إلا بوحي، والله أعلم.
وقد يشكل على القول بأن أولاد المؤمنين والمشركين في الجنة ما ورد من نصوص دالة علي أن الله علم أهل الجنة والنار أزلاً، وأن الملك عندما يزور الرحم يكتب رزق الجنين وأجله وشقاءه وسعادته، وقد يقال في الجواب: إن من مات صغيراً قبل الاكتساب فإنه يكون مكتوباً من السعداء وهو في بطن أمه، والله أعلم بالصواب.

[1] مجموع فتاوى شيخ الإسلام: (24/372) .
(2) فتح الباري: (3/247) .
[3] التذكرة للقرطبي: ص 515.
(4) فتح الباري: (3/247) .
اسم الکتاب : الجنة والنار المؤلف : سليمان الأشقر، عمر    الجزء : 1  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست