باب الخوف من الشرك
وقول الله عزوجل: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً} [1].
شرح الكلمات:
إن الله لا يغفر أن يشرك به: لا يغفر لعبد لقيه يعبد معه غيره، أو يصرف له شيئا من أنواع العبادة.
ويغفر ما دون ذلك: يغفر جميع الذنوب غير الشرك.
لمن يشاء: لمن يريد المغفرة له.
ومن يشرك بالله: ومن يعبد معه غيره.
افترى: كذب.
إثما: ذنبا.
عظيما: كبيرا.
الشرح الإجمالي:
لما كان الشرك هو أخطر الذنوب وأقبحها وأشدها عقوبة؛ لما فيه من تنقيص للرب عزوجل وتشبيهه بمخلوقاته، أخبر الله في هذه الآية أنه لن يغفر لصاحب شرك مات على شركه. وأما من مات على التوحيد وعنده بعض الذنوب فإن الله وعد بالمغفرة له وفق مشيئته، ثم علل عدم المغفرة للمشركين بأنهم بعملهم هذا قد كذبوا على الله بعبادتهم معه غيره، وارتكبوا ذنبا كبيرا لا يساويه ذنب. [1] سورة النساء آية: 48.