باب ما جاء في الإقسام على الله
عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عزوجل: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك ". رواه مسلم[1]. وفي حديث أبي هريرة: " أن القائل رجل عابد ". قال أبو هريرة: " تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته "[2].
شرح الكلمات:
من ذا الذي: استفهام والمراد به هنا الإنكار والوعيد.
يتألى علي: أي يحلف علي.
أحبطت عملك: أي أبطلت عملك.
أوبقت دنياه وآخرته: أبطلت دنياه وآخرته وخسرهما.
الشرح الإجمالي:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلين أحدهما صالح والآخر فاسق، وأن الصالح أعجب بعمله واحتقر الفاسق فأقسم بأن الله لن يغفر للفاسق، فغضب الله عزوجل وأنكر عليه هذا اليمين الذي به ينحجر فضله ورحمته، فأبطل أعمال الصالح وغفر للفاسق، وهكذا بسبب كلمة سبقت الشقاوة للصالح فضاع عمله، وسبقت السعادة للفاسق فغفر له. [1] رواه مسلم (2621) في البر والصلة، باب النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله تعالى. [2] أبو داود: الأدب (4901) . وأحمد (2/323) .