ولمسلم عن أبي الهياج قال: قال لي علي: " ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرا مشرفا إلا سويته"[1].
شرح الكلمات:
ألا أبعثك: ألا أرسلك.
طمستها: أزلتها ومحوتها.
مشرفا: أي مرتفع عن القدر المشروع وهو شبر.
سويته: أي هدمت ما عليه من البناء وسويته بالأرض.
الشرح الإجمالي:
لما كان الإسلام حريصا على سد كل باب يؤدي إلى الشرك خفيا أو ظاهرا، أخبرنا علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله وأمره بأن يمحو كل صورة وجدها ويهدم كل بناء بني على قبر، وذلك ليبقى للمسلمين إسلامهم وتصفو عقيدتهم؛ وذلك لأن تصوير الصور والبناء على القبر يؤدي إلى تعظيمها وتقديسها ورفعها فوق منزلتها، وإعطائها حقا من حقوق الله، والذي يسيح في البلاد الإسلامية يجد شيئا كثيرا من ذلك مما تقشعر له الجلود وتحزن له القلوب، فسيرى قبورا يطاف بها كما يطاف بالبيت الحرام وينحر لها كما ينحر لله عزوجل، وذلك شرك بالله -سبحانه-، وبدعة لم يفعلها رسول الله ولا أصحابه ولا التابعون. [1] رواه مسلم (969) في الجنائز، باب الأمر بتسوية القبر.