الحسن والمال بعيرا أَتَبَلَّغُ به في سفري، فقال: الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك! ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله عزوجل المال، فقال: إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر. فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد عليه هذا، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. قال: وأتى الأعمى في صورته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري. فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري، فخذ ما شئت، ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله. فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك " أخرجاه[1].
شرح الكلمات:
بني إسرائيل: هم أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل -عليهم السلام-. وإسرائيل لقب يعقوب
أقرع: الأقرع هو من سقط شعر رأسه.
يبتليهم: أي يختبرهم.
قذرني الناس به: أي كره الناس بسببه رؤياي والقرب مني.
فذهب عنه قذره: أي شفي من برصه.
عشراء: أي حامل. [1] رواه البخاري (الفتح 6/ 3464) في أحاديث الأنبياء, باب حديث أبرص وأعمى وأقرع بني إسرائيل. ومسلم (2964) في الزهد والرقائق.