يتخذون قبور أنبيائهم مساجد: يعني يبنون عليها مواضع للعبادة، أو يصلون عندها بدون بناء.
الشرح الإجمالي:
يخبرنا جندب بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قرب موته نفى أن يكون له خليل من الخلق، وذلك أن قلبه صلى الله عليه وسلم مملوء بمحبة الله كما ملئ بها قلب أبيه إبراهيم من قبل، ثم بين صلى الله عليه وسلم أنه لو كان في نيته أن يتخذ من الخلق خليلا لكان الأولى بهذه الخلة أبا بكر الصديق رضي الله عنه؛ لما له من الفضل في مناصرة الدعوة وشد أزر النبي صلى الله عليه وسلم، ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم أن الصحابة -رضوان الله عليهم- يحبونه ويؤثرونه على أنفسهم خشي أن يبنوا على قبره مسجدا كما فعلت اليهود والنصارى في قبور أنبيائهم، فنهى عن اتخاذ المساجد على القبور وفي مقدمتها قبره صلى الله عليه وسلم.
الفوائد:
1. إثبات خلة النبي صلى الله عليه وسلم لله.
2. إثبات صفة المحبة لله.
3. إثبات خلة إبراهيم -عليه السلام- لله.
4. بيان فضل أبي بكر رضي الله عنه، والإشارة إلى أحقيته بالخلافة؛ لأن أحب الناس إليه أولى بالنيابة عنه.
5. أن بناء المساجد على القبور من سنن الأمم السابقة.
6. تحريم اتخاذ المساجد على القبور.
7. وجوب سد الذرائع.