باب: ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده؟
في الصحيح عن عائشة: أن أم سلمة[1] ذكرت لرسول الله كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور، فقال: "أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح -أو العبد الصالح-، بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله"[2]. فهؤلاء جمعوا بين فتنتين: فتنة القبور وفتنة التماثيل.
شرح الكلمات:
كنيسة: الكنيسة هي معبد النصارى.
مسجدا: أي موضعا للعبادة ولو لم يسم مسجدا.
شرار الخلق: أكثرهم شرا.
فهؤلاء جمعوا بين فتنة القبور وفتنة التماثيل: هذه الجملة من كلام شيخ الإسلام، وليست من نص الحديث. [1] هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة القرشية المخزومية، تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد أبي سلمة سنة أربع. وقيل: ثلاث. وكانت قد هاجرت مع أبي سلمة إلى الحبشة -رضي الله عنهما-, ماتت سنة (62) هـ. [2] رواه البخاري (الفتح 1/ 427) في الصلاة, باب هل تُنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد؟ ومسلم رقم (528) في المساجد ومواضع الصلاة, باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها.