كتاب التوحيد1
قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو
1 التوحيد لغة: الإفراد.
وشرعا: هو تفرد الله تعالى بالربوبية والإلهية وكمال الأسماء والصفات.
أنواع التوحيد: أنواع التوحيد ثلاثة:
1- توحيد الربوبية: وهو توحيد الله بأفعاله, والإقرار الجازم بأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه, وخالقه ومدبره والمتصرف فيه, ودليل هذا النوع من التوحيد قوله تعالى: {الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} . الأنعام: آية (1) . وقوله سبحانه: {قل من رب السموات والأرض قل الله} . الرعد (16) , وقوله تعالى: {هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه} . لقمان (11) . وقد أقر الكفار على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا النوع من التوحيد، ولم يدخلهم ذلك في الإسلام.
2- توحيد الإلهية: وهو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة, وهذا النوع من التوحيد هو الذي بعثت به الرسل، وأنزلت به الكتب، وبدأ به كل رسول دعوته، ووقعت فيه الخصومة بينه وبين أمته، ودليله من القرآن الكريم قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} . الفاتحة (5) . وقوله سبحانه: {فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون} . هود (123) . وقوله تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} . الأنعام (162-163) .
3- توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه, ووصفه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- من الأسماء الحسنى والصفات العلى, وإمرارها كما جاءت من غير تحريف ولا تأويل, ومن غير تكييف ولا تمثيل. ودليله قوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} . سورة الشورى آية (11) .