اسم الکتاب : التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 330
في ضمنها فتلك الختمة ناقصة الثواب. وليس لها رونق يزداد ويتزايد ولا أنس فيها يخضر ويشاهد، والويل كل الويل عندهم لمن عاب عليهم ذلك أو أنكر صنيعهم فيما هنالك، فهم قد اتخذوها ديناً وقربة حتى في المسجد الحرام تجاه الكعبة طهره الله وصانه، وجعل المتقين أولياءه وسكانه، بل في كل آن ومكان، والله يقول: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} وفي حديث عائشة الذي في الصحيح من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
(وقوله) صاحب المقدمة العجب ثم العجب من جراءتك على السلف دعوى بغير علم وتعجب بلا فهم وتزكية على الله وحكم لمن قولهم غير مناسب في الشريعة والله بهم أعلم، وثناء على ما اعتقدوه وتقرير لما قالوه في القصيدة من الأوراد ونشدوه لحصول البركة ورفع كل شدة ودليل ما قلناه فيه أمور:
(منها) مخالفة الكتاب والسنة أما الكتاب فقوله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} وقوله تعالى: {فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً} وأما السنة فأخرج مسلم في صحيحه من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن كان أحداً مادحاً أخاه لا محالة فليقل أحسب فلاناً إن كان يرى أنه كذا وكذا ولا أزكي على الله أحداً" فقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نزكي على الله أحداً، وأمرنا أن نقول في التزكية أحسبه كذا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً، ومما (قالت أم العلاء رضي الله عنها لعثمان بن مظعون أخي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وقد انتقل إلى رحمة الله شهادتي عليك لقد أكرمك الله قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما يدريك أن الله أكرمه؟ قالت بأبي أنت وأمي والله لا أدرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما عثمان فقد أتاه اليقين وإني لأرجو له الخير، ووالله ما أدرى وأنا رسول الله ما يفعل بي") أخرجه البخاري، وهو قد طعن علينا في عقيدتنا وعاب أمرنا ونهينا وزكاه على الله قاطعاً علينا في صريح كلامه بما تخيله في باله وقام في ذهنه مما يهواه مرامه فلذلك زكى على الله هذا الرجل الذي الله أعلم به وبأمره منا ومنه وعلمه وزهده فإن وجدا ظاهراً فإسناد على حقيقتهما وباطنهما إلى الله أنسب وأصوب إذ ما من أحد يظهر لنا
اسم الکتاب : التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 330