اسم الکتاب : التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 215
إقتداء بمن عبد اللات والعزى، والويل كل الويل عندهم لمن أعاب وأنكر عليهم، ومن جمع بين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبور وما أمر به ونهى عنه وما كان عليه أصحابه، وبين ما عليه أكثر الناس اليوم رأى أحدهما مضاداً للآخر مناقضاً له بحيث لا يجتمعان أبداً، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة إلى القبور، وهؤلاء يصلون عندها، ونهى عن اتخاذها مساجد، وهؤلاء يتخذون عليها القبب والمساجد ويسمونها مشاهد مضاهاة لبيوت الله، ونهى عن إيقاد السرج عليها، وهؤلاء يوقفون الوقوف على إيقادها بالقناديل والسرج فيها، ونهى عن اتخاذها أعياداً، وهؤلاء يتخذونها مناسك وأعياداً يجتمعون لها كاجتماعهم للعيد أو أكثر، ونهى عن العقر والذبح لها، وهؤلاء يعقرون عليها وينذرون لها ويدعونها، وأمر بتسويتها كما روى مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي واسمه حيان بن حصين قال: "قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أدع تمثالاً إلاَّ طمسته ولا قبراً مشرفا إلاَّ سويته" وفي صحيحه أيضاً عن ثمامة بن شفي الهمداني قال كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم فتوفي صاحب لنا فأمر فضالة بقبر فسوي، ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها، وهؤلاء يبالغون في مخالفة هذين الحديثين، فيرفعونها من الأرض كالبيت ويعقدون عيها القباب ويضعون عليها التوابيت ويكسونها كما يكسى بيت الله الحرام، ويفعلون عندها الموالد العظام ويجعلون لها السوائب من بهيمة الأنعام، ويكثر لديها رفع الأصوات والضجيج واختلاط الرجال بالنساء كالحجيج، ومن ذلك ما يفعله عباد الشيطان عند قبر أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث خارج مكة وخديجة في المعلى كل سنة ثلاثة أيام مولد يحصل فيه من الضجيج وارتفاع الأصوات والدعاء بالاستغاثات واختلاط النساء مع الرجال في تلك الساحات، وكذلك عند قبر عبد الرحمن المحبوب بالدفوف ذوات الصنوج والطبول والبيارق والنحائر داعين مستغيثين به راجينه بذلك ليكون علم ناظراً ولهم حافظاً لأنه المحب المحبوب، وهكذا عند قبر أبي طالب، وهم يعلمون ظاهر حاله وما هو عليه قبل الممات فالحكم لعلام الغيوب، ولو تعلق مظلوم بأستار الكعبة جذبوه من تحتها وفعلوا به ما أرادوا ولو دخل ظالم بسرقة أو قتل أو نهب مال على قبر أحد هذين الرجلين اللذين الله أعلم بهما من خلقه وهم فقراء إليه لم يقدموا ليأخذوه منه، ولم يقدموا حدود الله عليه، بل عندهم من فعل ذلك فقد تعدى وظلم ومآله إلى
اسم الکتاب : التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 215